قال لقمان عليه السلام لولده: «يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك». وكان أول كلام بليغ سمع من سليمان بن عبد الملك: الكلام فيما يعنيك خير من السكوت عما يضرُّك، والسكوت عما لا يعنيك خير من الكلام فيما يضرّك. وقال خَلاَّد بن يزيدَ الأرقط: سمعت من يخبرنا عن الشَّعبي قال: ما سمعت متكلماً على منبر قطّ تكلَّم فأحسَنَ إلاَّ تمنّيت أن يسكُت خوفاً منْ أن يُسيء، إلا زيَاداً؛ فإنّه كان كُلَّما أكثَر كان أجودَ كلاماً. وكان نَوفل بن مُساحِق، إذا دخل على امرأته صمْت، وإذا خرج من عندها تكلَّم، فرأتْهُ يوماً كذلك فقالت: أمَّا عِندي فتُطْرِق، وأمّا عِند الناس فتَنطق، قال: لأني أدِقُّ عن جليلكِ، وتَجلّين عن دَقيقي. وقال أبو الحسن: قاد عَيّاش بن الزبرقان بن بدر، إلى عبدالملك بن مروان خمسة وعشرين فرساً، فلمّا جلس لينظر إليها نسبَ كُلَّ فرسٍ منها إلى جميع آبائه وأمَّهاته، وحلف على كلِّ فرس بيمين غير اليمين التي حلف بها على الفرس الآخَر، فقال عبدُ الملك بن مروان: عَجَبي من اختلاف أيمانه أشدُّ مِن عجبي من معرفته بأنساب الخيل، وقال: كان للزبرقان بن بدر ثلاثة أسماء: القَمر، والزِّبرقان، والحصين، وكانت له ثلاث كُنىً: أبو شَذْرة، وأبو عَيَّاش، وأبو العبَّاس، وكان عيَّاش ابنه خطيباً مارداً، شديد العارضة شديد الشكيمة، وجيهاً؛ وله يقول جرير: أعَيّاشُ قــــــــد ذاقَ القُيُونُ مرارتي وأوقدتُ ناري فادْنُ دونَكَ فاصْطَلِ فقال عيّاش: إني إذاً لَمَقْرُور، قالوا: فغلّب عليه. قال هُبَيرة بن أبي وَهب المخزومي: وإنَّ مقال المرءِ فــــــــي غير كُنِهِه لكالنَّبِل تَهْوِي ليسَ فيها نصالُهَـــا وقال هبيرة بن طارق: لا تتركنّ الصمت حكما إذا بـــــــدا لك الرّشد وانطق فيه غير مجمجــمِ ولكن إذا ما الصمت كــــان حزامــة وخفــتَ وبال القول فالصّمت فالزمِ وقال الرّاجز: والقـــــولُ لا تَملكُــــــهُ إذَا نمــــــا كالسَّهـــــم لا يَرجِعُــــــهُ رامٍ رَمـــى وقال عامر الشّعبي: وإنّك على إيقاعِ ما لم تُوقع أقدَرُ مِنكَ عَلَى رَدِّ ما قد أوقَعت، وأنشد: فـداويتُهُ بالحِلــم والمرءُ قـــــــــادِرٌ علـــى سَهمِه ما دامَ في كفِـّه السَّهمُ وقال أبوالعتاهية: قــــد أفلــــح السالـــم الصمـــوت كلــــامُ واعي الكـــــــلام قــــــوتُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae