خسر الجزيرة أمام بني ياس، فتفجرت براكين الغضب، وأعلن البعض الحرب، واتخذوا موقفاً معادياً تجاه المدرب، وأصبح البلجيكي فرانكي فيركاوترين هو الهدف، والحلقة الأضعف، وقادوا حملة شعواء للمطالبة بإقالته، وتبرع البعض غير مشكور بنشر شائعة الاستغناء عن خدماته، ولله الحمد فقد خاب الفأل وانتصر صوت العقل، وكما عودتنا دائماً لم تتعامل إدارة الجزيرة مع الموقف على مبدأ ردة الفعل. ولمن لا يعلم فإن خسارة الجزيرة أمام بني ياس خسارة عادية لا يجب أن تأخذ أكبر من حجمها، تحدث وتتكرر كل يوم في عالم كرة القدم، ويقال أن لكل جواد كبوة، وخسارة الجزيرة كانت مفاجئة، ولكنها لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولمن لا يعلم، لم يتم حتى الآن اكتشاف ذلك الفريق الذي لا يهزم. ولمن لا يعلم فإن الجزيرة الذي خسر أمام بني ياس تحت قيادة فرانكي هو الفريق نفسه الذي حقق نتائج مميزة وقدم مستويات رائعة كان آخرها قبل الخسارة بأيام قليلة عندما فاز على الشارقة بخماسية نظيفة تحت قيادة المدرب نفسه، وحالياً يحتل المركز الثالث في مسابقة الدوري ورغم أنه يتخلف عن العين المتصدر بفارق سبع نقاط، إلا أن هناك ثماني جولات و24 نقطة لا تزال متبقية في المسابقة، كما وصل الفريق إلى الدور نصف النهائي من مسابقة الكأس والدور نفسه في كأس اتصالات، وتنتظره المشاركة في البطولة الآسيوية. ولمن لا يعلم فقد انتظر المدرب البرازيلي براجا حتى موسمه الثالث ليحقق طموحات الجزراوية ويفوز بلقبي الدوري والكأس بينما خرج من أول موسمين له مع الفريق صفر اليدين، وهو المدرب الذي يتباكى عليه أولئك الذين يطالبون بإقالة البلجيكي فرانكي ولا ينفكون من عقد المقارنات بين الاثنين. ولمن لا يعلم فإن فرانكي حقق كمدرب بطولة الدوري البلجيكي أربع مرات كان آخرها الموسم الماضي مع فريق جنك، كما حقق مع الفريق نفسه لقب السوبر وقاده إلى مرحلة التأهل في دوري أبطال أوروبا، وسبق له قيادة منتخب بلجيكا وكان مدرباً لفريق اندرلخت الشهير. ولمن لا يعلم فإن السير اليكس فيرجسون تولى تدريب مانشستر يونايتد عام 1986، وفي موسمه الأول حل الفريق في المركز الحادي عشر، وانتظر ستة مواسم قبل أن يحقق بطولة الدوري للمرة الأولى، ومنذ ذلك الموسم حقق الفريق تحت قيادته لقب الدوري 12 مرة. مسك الختام: لمن لا يعلم، يقضي الإنسان سنوات طويلة في البناء ولكنه ليس بحاجة سوى لثوان قليلة للهدم. Rashed.alzaabi@admedia.ae