في هذا العصر الأعوج والأهوج، تنقلب المقاييس أو تنقلب الأهواء تجاه أمور تسير عليها المجتمعات، ونريد أن نحافظ عليها، بطريقة أو أخرى، ولكي لا نلغي عقولنا، تحدثنا عن منطقة بني ياس وبعض المناطق البعيدة عن العاصمة والمدن العصرية التي يجب أن نخطط لها للمستقبل عمرانياً وسكانياً، كان الحديث قبل يومين، وقبل سنة محذرين من تدهور الأمور هناك، وأنها باتجاه أن تكبر بعيداً عن عين المدينة، وبالتالي نتمنى في قادم الأيام ألا تظهر عندنا في مجتمعنا المسالم جريمة منظمة تقودها عصابات منظمة، وهذا الذي نخافه، ويخاف المجتمع العصري منه، حتى جاءت الحادثة التي تعرفونها والتي تخطت مستوى الجريمة العادية إلى جريمة مركبة، فيها محاولة بالقتل وتهريب وتجارة مخدرات، وفرار، ومقاومة رجال الأمن، وتعريض حياة الآخرين للخطر، تحدثنا وقلنا علينا أن ننتبه إلى مثل هذه الأماكن، ونقرع جرس الخطر قبل أوانه، وألقينا بمثل عامي لمن يريد النصح، ويريد الإصلاح، أنه “إذا فات الفوت، ما نفع الصوت”، فإذا بالصوت يرتد إلينا من البعض، وكأن المسألة مسألة كرامة ناد، وجمهور ناد، أو شباب منطقة، وحين قلبنا تلك الآراء لم أستعجب، فقد تعودت أن يكون الكاتب في واد، والمعقب في واد آخر، تتحدث عن قيمة الحب عند الناس، وضرورة وجوده ليعيشوا بسلام، وهو يقول لك: فالنتاين بدعة، فتقول خير من إجابة هذا المعلق السكوت، تتكلم عن وجود جريمة في طور الاتساع لتصبح جريمة منظمة، ويظهر واحد يقول لك: لا بد أن تعتذر لبني ياس، أو يظهر واحد وينكر وجود كل تلك الأشياء في بني ياس، وأن كل شبابها متدين ويعرف ربه، فلا تدري هل هذا المرسل أب يشهد أن أولاده أبرياء أتقياء، ولا يرى في الشارع غير ذلك، أم أن صاحب التعليق هو “المعلم كاسر مَلّه” تاجر “الكيف والتكييف” من خلال صبيانه ورعيانه المنتشرين في تلك الأحياء، ويحوطون حول المدارس، محاولين أن يجدوا منفذاً لطلبتنا، فإذا كان أباً حريصاً على أولاده، فعليه أن يعرف “إن احتشر جاره، فحشره قريب” وإن كان “المعلم كاسر مَلّه” من خلال أولاده المروجين والذين يتكاثرون في غفلة منا، فعلينا أن نقرأ الأمور بعمق، ونترك عنا شطط الصغار، فهذا مجتمع تعمل قوى كثيرة في ميادين مختلفة ليكون مجتمعاً يحتذى به، ويخطط له بطريقة مستقبلية مختلفة عن المجتمعات العربية التي تصر على التخلف والجهل، ومقصدنا أن نكون وسط مجتمعات متحضرة وعصرية، لا نقول خالية من العيوب، ولكنها قليلة العيوب ما استطعنا!


amood8@yahoo.com