يقول وليم جايمس: (عاهاتنا تساعدنا إلى حد غير متوقع) فاليتم، والعمى، والغربة، والفقر، والحرمان، والمرض قد تكون أسباباً للنبوغ والإنجاز، والتقدم والعطاء. ولأن المعاناة تولد حب الحياة والصمود وتخلق روح المثابرة فقد صمد الكثيرون وناضلوا لتحقيق غايتهم وتحويل وضعهم الراهن إلى الأفضل. ومن القصص التي عرفت في وقتنا الحالي قصة الرجل الياباني الذي تقدم لشركة مايكروسوفت للعمل بوظيفة - فراش – وبعد إجراء المقابلة، أخبره مدير التوظيف بأنه قد تمت الموافقة عليه، وسيتم إرسال قائمة بالمهام وتاريخ مباشرة العمل عبر البريد الإلكتروني أجاب الرجل: ولكنني لا أملك جهاز كمبيوتر ولا بريداً إلكترونياً! رد عليه المدير: من لا يملك بريداً إلكترونياً فهو غير موجود، ومن لا وجود له.. فلا يحق له العمل. خرج الرجل وهو فاقد الأمل في الحصول على وظيفة، فكر كثيراً ماذا عساه أن يعمل، وهو لا يملك سوى 10 دولارات، بعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضراوات، واشترى صندوق طماطم، ثم أخذ يتنقل في الأحياء السكنية، ويبيع حبات الطماطم، نجح في مضاعفة رأس المال وكرر العملية نفسها ثلاث مرات، إلى أن عاد إلى منزله في اليوم نفسه وهو يحمل 60 دولاراً. أدرك الرجل بأنه يمكنه العيش بهذه الطريقة فأخذ يقوم بالعمل نفسه يومياً، يخرج في الصباح الباكر، ويرجع ليلاً، أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة ثم شاحنة حتى أصبح لديه أسطول من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن، بعد خمس سنوات أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة. ولضمان مستقبل أسرته فكر الرجل في شراء بوليصة تأمين على الحياة فاتصل بأكبر شركات التأمين، واستقر رأيه على بوليصة تناسبه فطلب منه موظف شركة التأمين أن يعطيه بريده الإلكتروني!! أجاب الرجل: ولكنني لا أملك بريداً إلكترونياً! رد عليه الموظف: لا تملك بريداً إلكترونياً، ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة!! تخيل لو أن لديك بريداً إلكترونيا! فأين ستكون اليوم؟ أجاب الرجل بعد تفكير: «فرّاشاً في شركة مايكروسوفت››. ومن الكتاب المشهورين الذين وضعتهم معاناتهم بين قائمة الأثرياء مؤلفة سلسلة روايات «هاري بوتر» (ج،ك رولينغ) الإنجليزية التي كانت تسكن أحد الأحياء الفقيرة في ادمبورغ، يتآكلها ذلك الحزن الذي يخيم عادة على حياة أولئك الذين لا يرون أي بصيص للخلاص من فقرهم، كانت رولينغ تعيش على المساعدة الاجتماعية، ولكي ترتقي بعض الشيء قبلت أن تعمل كمساعدة إدارية، خاصة أن ابنتها جيسيكا أصبحت في عمر المراهقة، وباتت ترغب في حياة أفضل كقريناتها. وبفضل «هاري بوتر» غيّرت ج.ك. رولينغ حياتها من خلال سلسلة الروايات التي ألفتها من نسيج خيالها الذي عانته عندما كانت متزوجة من البرتغالي الذي كان يقسو عليها، ويحبسها في الغرفة، فيخيل لها أن أشباحاً تدور من حولها، فألهما ذلك بعد طلاقها، وعودتها إلى بلدها، إلى تأليف تلك القصص التي لاقت إقبالاً ملحوظاً، وباعت رولينغ 300 مليون نسخة من كتبها التي نشرت في 63 بلداً، وتصاعدت ثروتها، لتصل إلى 700 مليون يورو. Maary191@hotmail.com