إذا نظرنا بحيادية إلى مهرجان دبي للتسوق، في دورته الثامنة عشرة، سنجد أننا ننظر إلى قصة نجاح أسهمت في وضع حجر الأساس لصناعة السياحة في منطقة الخليج. قبل ثمانية عشر عاماً، ربما لم يكن أحد ينظر إلى منطقة الخليج على أنها وجهة سياحية بشكل واضح، وكان الذهن ينصرف دائماً إلى البترول كلما جاء ذكر دول الخليج، باعتباره النشاط الأكبر والأهم الذي يهم العالم وقتها، وكانت جملة الصحراء والطقس الحار هي المرادف الثاني للبترول. لم يكن أحد يفكر أو يصدق أن جهة ما في منطقة الخليج سوف تصبح وجهة سياحية ذات أهمية بين وجهات العالم السياحية، كان مهرجان دبي للتسوق هو الحجر الذي حرك المياه السياحية الراكدة في ذلك الوقت، وبدأت الأنظار تتجه إلى دبي وإلى المهرجان الذي أسهم في تنشيط الأسواق، وبدأ يأخذ مكانته إقليمياً ودولياً، وعاماً بعد عام بدأ يعزز من مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية، وأصبحت العروض المتنوعة التي يتضمنها حدث مهرجان دبي للتسوق، وغيره من الأحداث، عامل جذب كبير للمتسوقين والسياح. اكتسب مهرجان دبي للتسوق شهرة إقليمية وعالمية واسعة، واستطاع أن يستقطب السياح من مختلف دول العالم، وبات المهرجان من المهرجانات العالمية التي يضعها السائح على رأس قائمة خياراته عندما يفكر في قضاء إجازة في موسم السياحية الشتوي. كان السبب في هذا النجاح الكبير، أن المهرجان قام على أسس صحيحة، وأن الفكرة التي نفذتها دبي كانت عن اقتناع بأنها ستنجح، وأنها يجب أن تنجح وأن تتوافر لها كل الإمكانات والأدوات، وأن يتعاون الجميع لإنجاحها. لذلك كان المهرجان هو النواة الأساسية لكل المهرجانات الأخرى في منطقة الخليج بل والشرق الأوسط كله، فقد ظهرت مهرجانات عديدة ولكنها اختفت، لأنها كانت محاولات تقليد للنجاح، ولم تقم على أسس صحيحة مثل مهرجان دبي للتسوق. انضم بعد ذلك إلى مهرجان دبي للتسوق، مهرجانات “مفاجآت صيف دبي” و”عالم مدهش” و”العيد في دبي”، لتصبح جميعاً مجموعة من المهرجانات التي تغطي كل المواسم السياحية، بما فيها موسم الصيف الذي لم يكن أحد يتخيل أنه من الممكن أن يصبح موسماً سياحياً. وبينما نحن نحتفل هذه الأيام بمرور 18 عاماً على انطلاق المهرجان، نجده لا يزال مهرجاناً شاباً يتمتع بالحيوية نفسها، ويقف راسخاً وسط المهرجانات العالمية، كأحد أكبر مهرجانات التسوق في العالم. وإذا قمنا بالبحث على شبكة الإنترنت عن أهم الأحداث العالمية في فترة الشتاء، سنجد مهرجان دبي للتسوق على رأس القائمة والاقتراحات لسياح العالم، واستمرار النجاح يعكس التعاون والتكاتف من الجميع على دعم المهرجان، ويعكس روح العمل بين القائمين على المهرجان، وإصرارهم على النجاح وعلى استمرار النجاح. مهرجان دبي للتسوق هو بالفعل.. قصة نجاح وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com