يعاني بني ياس اليوم من غياب خمسة لاعبين أساسيين في صفوف الفريق عن مباراته أمام الجزيرة في مسابقة الدوري بسبب انضمامهم لمعسكر المنتخب الأولمبي، وعلى الرغم من كثرة الصرخات التي خرجت من البيت السماوي في الفترة الماضية بوسائل الإعلام، إلا أنها لم تجد لها صدى عند المسؤولين في اتحاد الكرة. وكأن شأن بني ياس لا يعنيهم فليتضرر وليتأثر وليخسر، فليهبط إلى دوري الدرجة الأولى، فلتذهب الأموال التي ينفقها النادي هباءً منثوراً، طالما أن لغة الحوار غائبة بين الأندية التي تضخ اللاعبين وبين المسؤولين عن المنتخب، لأنه في النهاية لابد أن يكون هناك من يدفع الثمن لأجل منتخب الوطن. نحن هنا نتمتع بخصوصية ننفرد بها عن جميع دول العالم باستثناء من يتوافق معنا في أساليب إدارة الرياضة التي تعود إلى القرون الوسطى، ففي كل إنجاز نسعى إليه لابد أن تكون هناك أطراف متضررة ولابد أن يكون هناك ضحايا وأشلاء متناثرة. لا يمكن أن نحقق أهدافنا بالتخطيط الصحيح والذي يوازن بين مصلحتي المنتخب والأندية، بل لابد أن تكون إحدى هاتين المصلحتين متضررة، لذلك في الغالب نفشل في حل الواجب، ولأن النية غير سليمة تكون محاولاتنا عقيمة، ونتعذر دائماً أنه لا يمكن إرضاء مختلف الأطراف وتكون النتيجة أننا نصيب هدفاً ونخطئ في المقابل العديد من الأهداف. لن نتحدث عن حق بني ياس في الاستفادة من كل لاعبيه خلال مبارياته المهمة، ولا عن ضرورة مراجعة البرامج، فقد سبق السيف العذل ولو ظللنا ننادي بهذا المطلب العادل من اليوم وحتى السنة القادمة فلن نجد من اتحاد الكرة آذاناً مصغية، ولكننا نطالب بتعامل فيه نوع من اللياقة وأبسط أصول اللباقة. المنتخب الأولمبي يضم لاعبين من مختلف الأندية ولكن يبقى بني ياس هو النادي الأكثر تأثراً بسبب غياب لاعبيه على اعتبار أن كلهم من الأساسيين، ولأن بني ياس قام بتأهيل مجموعة من اللاعبين المميزين، لذا يجب أن يعاقب، فقد قام برعايتهم لخدمة النادي ومن قبله المنتخب، أفلا يستحق العقاب إذا كان هذا الذنب؟ نتعامل مع المسابقات كمحترفين، ولكن مع المنتخبات فنحن هواة من الرأس حتى أخمص القدمين، نقدس برامج المسابقات كمحترفين وفي نفس الوقت نضرب بعرض الحائط مصالح الأندية وكأننا هواة، وفي ظل هذه الشيزوفرينيا التي نتخبط فيها، ليس على نادي بني ياس أن يشعر بالغبن ولا يجب أن يحزن، ففي هذه المرة هو الذي يجب أن يدفع الثمن. Rashed.alzaabi@admedia.ae