تطول الغيبة عنكم حتى لو كانت يوماً، لكن للغيبات ضروراتها، وأحياناً أهميتها، وهي دائماً لا تعني الغياب عن الساحة، التي ننغمس فيها دائماً، فنصعد مع نتائجها، وننتشي بانتصاراتها، ونهبط مع إخفاقاتها. المهم، أنه في الفترة الأخيرة، كانت هناك العديد من الأحداث، التي استوقفتني كما استوقفتكم، لعل أهمها النبأ السعيد للمنتخب الأولمبي، الذي جاء بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ليضع منتخبنا في الصدارة مع نظيره الأوزبكي برصيد 8 نقاط و4 أهداف لكل منهما، وذلك بعدما منحنا مباراتنا الأولى مع العراق، والتي جرت بالعين في 27 نوفمبر الماضي، بسبب إشراك العراق للاعبه فيصل جاسم رغم حصوله على إنذارين قبل المباراة، والحقيقة أنه كان من أسعد الأنباء لكرة الإمارات، فقد عاد المنتخب الأولمبي لتصفيات لندن من بابها الضيق، بالفوز على العراق في الميدان بالدوحة، حينما تغلب عليه بهدف أحمد علي، ثم جاء قرار الفيفا لينعش الآمال بأن الحلم الأولمبي ممكن، وأنه ملك اليمين لو أجدنا التعامل مع المباراتين المقبلتين. وأعتقد أنه بعد أن باتت الكرة في أيدي أبنائنا، فسوف يمسكون بها، ولن يفرطوا فيها بسهولة، ويجب أن تكون البداية بمباراة استراليا، أما المواجهة الأخيرة في طشقند، فتحتاج منا إلى اختزال كل ما قدمنا، وكل ما أنجزنا. وبعيداً عن المنتخب الأولمبي، ولأن التليفزيون، بات من مصادرنا المهمة، لنطل على المشهد الرياضي في «الليل وآخره»، فقد أزعجني كثير من الطرح الذي أتابعه في برامج التحليل، لأنه في الغالب، لا يراعي أبجديات النقد، فلا تجد، سوى «كلاماً في كلام». ومن أدلة ذلك، ما عاناه لوكا توني النجم الإيطالي الشهير، ولاعب النصر الجديد، والذي انتقده البعض قبل أن يلعب، ولاموا «العميد» على التعاقد معه، ورغم قناعتي أن اللاعب لم يعلم بما قالوه، إلا أنه وجه سهماً إليهم بهدف ثمين منح «العميد» النصر على حساب عجمان، وبعد المباراة أصروا على أنه لن يخدم فريق النصر، ولا أعرف أي منطق استخدمه هؤلاء الخبراء حين يقيمون نجاح لاعب أجنبي من عدمه في أول 90 دقيقة. وكذلك هناك الفريق الوحداوي، الذي يحمله بعض المنظرين أعباء فوق ما يطيق، فعندما يخسر تعلو أصواتهم، ويعودون إلى نغمة أن العنابي فريق النجوم القادرة على صنع الأمجاد، وأن السبب فيما يحدث له هو المدرب فقط، لكنهم يهربون من تقييم واقع الوحدة الحقيقي المتمثل في حالة الإحلال والتجديد التي فرضت على النادي، ناهيك أيضاً عن مستوى اللاعبين الأجانب الذين لم يخدموا الفريق، وفوق كل ذلك يظهر من ينذر ويهدد بأن واقع الوحدة خطير، وستكون له انعكاساته على المنتخب، ولا أدري هل يعتقد «أخينا» أنه بهذا الطرح يخدم فريق الوحدة أم أنه يريد أن يطيح به إلى نفق مظلم. أخيراً، كان طبيعياً أن أقف كثيراً كما هو حال كثيرين، أمام فريق العين، فقد غاب عنه جيان، لكنه كان كعهد جماهيره به، ثابتاً، قوياً، وقادراً على تحقيق ما يريد، وربما جيان، هو الذي غاب عندما غاب عنه العيناوية، ليؤكد البنفسج أن سره فيه، وفي جماهيره التي لا زالت ترسم ملحمة تلو الأخرى من الحب والدعم والتشجيع. كلمة أخيرة: الغياب يمنحنا الفرصة لاختبار «القُرب» وللرؤية بأكثر من عينين mohamed.albade@admedia.ae