ثمّة أرواح نقية اعتادت العطاء، وتزيّنت بحلل البذل والإحسان، هذه الأيادي التي عملت فأتقنت، وبذلت فأجزلت، لتشمل أقصى ما تستطيع من البشر بأياديها البيضاء، ما أجمل تلك الأيادي الندية، التي تغرق يمناها في العطاء، دون علم يسراها، تلك الأرواح التي تمنح الحب قبل العطيات، ولا تلحقها مَنّاً ولا أذى ...! «حملة العطاء لعلاج مليون طفل ومسن»، إحدى مبادرات «زايد العطاء»، نموذج مميز لأبناء الإمارات في مجال العمل التطوعي، والعطاء الإنساني، تلك الحملة التي استطاعت تقديم الخدمات العلاجية، والتشخيصية والوقائية للأطفال والمسنين من المتضررين في مختلف دول القرن الأفريقي بنجاح ، ليرتفع عدد المستفيدين من الخدمات الصحية للحملة إلى نحو 920 ألف مريض بمشاركة نخبة من الأطباء والجراحين من مختلف دول العالم، بالشراكة مع مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة في إطار تطوعي وتحت مظلة إنسانية، من أبرزها هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ووزارة الصحة ، ووزارة الداخلية والقوات المسلحة، مشكلين بذلك نموذجاً مميزاً للعمل الإنساني المشترك. ينفذ مستشفى الإمارات الإنساني الميداني المتنقل، الذي تمخض عن هذه الحملة، مهامه الطبية لعلاج مليون طفل معوز من مختلف دول العالم، تلك الحملة التي أطلقت تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيس الأعلى للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي تستحق بجدارة لقب «رائدة العمل الإنساني العالمي». الفرق الطبية كثفت خدماتها العلاجية والوقائية للكشف على الآلاف من الأطفال المحتاجين الذين يعانون سوءاً في التغذية، وأمراضاً مختلفة في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، حيث قدمت العلاج المجاني لآلاف الأطفال والمسنين، وأجرت فحوصاً دقيقة للحالات التي تتطلب تدخلات جراحية، كما تم تقييم كل حالة مرضية ووضع البرنامج العلاجي المناسب، فضلاً عن أن الفريق أجرى العديد من العمليات الجراحية، تكللت جميعها بالنجاح، واستطاع أن يصل برسالة الحملة الإنسانية إلى الملايين من البشر في مختلف دول العالم، وفقاً لجراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء المدير التنفيذي لمستشفى الإماراتي الإنساني الميداني المتنقل، والذي أكد مدى فعالية وتأثير هذه المبادرات الإنسانية على المجتمعات في توفير البرامج العلاجية والجراحية والوقائية للمرضى غير القادرين على تدبير نفقات العلاج .. في إشارة إلى أن هناك العديد من المرضى المعوزين في دول العالم بحاجة إلى العلاج، وأن هذه الفئة من المرضى في أمس الحاجة إلى المساعدة نظراً للتكلفة العالية للعلاج والذي لا يستطيع المرضى الفقراء تدبير نفقاته، حيث إن تكلفة هذا النوع من العلاجات مرتفعة جداً، ومن هنا جاءت أهميه برامج مبادرة حملة العطاء لعلاج مليون طفل .. هذا غيض من فيض سموها في إسباغ العطف والحب والحنان وإدخال الفرح على قلوب من بخستهم الحياة بعض حقوقهم .. بوركت أيادي العطاء التي شملت أرجاء المعمورة ... ترى كم قلباً يلهج بالدعاء لسموها بموفور الصحة والعافية، وخير الجزاء عند مليك مقتدر ..! jameelrafee@admedia.ae