"إذا كانت حياتك عبارة عن كتاب وأنت الكاتب كيف تريد القصة أن تكون؟..هذا السؤال الذي غير حياتي برمته" هكذا بدأت إيمي بوردي تسرد قصتها، بدأتها بابتسامة تخفي دموعا تجمعت عند مقلتيها.
تخرجت من الثانوية العامة، وعملت مدلكة قائلة "كل ما كنت أحتاجه في هذا العمل هو يدي للمرة الأولى في حياتي شعرت بالسعادة والاستقلال"، تابعت وهي تحاول أن تبتسم لتتغلب على ارتجاف صوتها "في سن الـ19 تعرضت لالتهاب السحايا وأدخلت المستشفى انقلبت حياتي حيث كانت فرصة نجاتي أقل من 2%"، لم تغب الابتسامة رغم أن دموعها بدأت تتساقط، أضافت "أصبت بفشل في الكلى والطحال. وفقدت ساقي". تابعت "عندما كان ولدي خارج المستشفى كنت أشعر بأني دمية متجمعة الأجزاء. ظننت أن الأمر انتهى إلى أن رأيت ساقي الجديدتين".
لم تنته قصة إيمي بل كانت البداية، حاولت في الفترة الأولى من استخدامها لساقيها الصناعيتين أن تهرب بالنوم، إلا أنها لم تستطع "كنت محطمة جسديا ونفسيا (…) كنت مدركة أن الحياة يجب أن تمضي كما يجب أن تذهب إيمي القديمة، ويجب أن أتعلم كيف أتقبل إيمي الجديدة".
من هنا انطلقت إيمي، الحاصلة على الميدالية الذهبية في التزلج على الجليد، من هنا بدأت قصة كتابها وتحت عنوان " إيمي تعيش خارج حدود" كانت محاضرتها التي ألقتها أمام الملايين من متابعي الإنترنت. انطلقت إيمي تسرد على الجمهور بابتسامة مشرقة حكايتها: "لن أتقيد الآن بطول معين فساقاي الجديدتان تمكناني من الحصول على الطول الذي أريده، ويمكن لي الحصول على كل الأحذية بكل المقاسات الموجودة في المحال. كما إن ساقي لن تتجمد خلال ممارستي لهواية التزلج على الجليد".
الحياة يجب أن تشرق ولن تتوقف، إيمي ليست معوقة هذا ما قلته، وأكدت عليه؛ فهي ناجحة وملهمة للكثير من الناس، وربما غدا لحياتها معنى آخر، كما أصبح صوتها مسموعاً أكثر وفعالاً في أحيان كثيرة. قالت مخاطبة جمهور برنامج "تيد" الشهير "إذا ما سألتموني اليوم بعد 11 عاماً إن كنت أريد أن أغير من وضعي فالإجابة ستكون لا. لإن ساقي لم تكونا إعاقة لي بل كانتا دافعاً".
نعم الحياة مليئة بالمعوقين المتعافين صحياً وعقليا لكنهم محدودين فكرياً ونفسياً، قالت إيمي "دفعتني التجربة إلى الاتكال على خيالي والإيمان بالمستحيل. نعم خيالنا وسيلة للعيش خارج الحدود. الخيال يجعلنا نؤمن بأحلامنا".


ameena.awadh@admedia.ae