بعد الغد سيكون يوم جديد، في عام جديد، بعد أن طوينا عاماً بات قديماً... تمتد أيدينا، واحدة تستقبل عاماً جديداً، براقاً جذاباً، يحدونا الأمل، أن يتحقق فيه ما يكتنز في صدورنا، من آمال متوقدة، وأحلام تطال السحاب، على امتداد مساحة العام الجديد... وأخرى تودع عاماً، بات قديماً، لا بريق فيه، ولا جاذبية، نجتر ذكرى أيامه حلوها ومرها.. حرها وبردها.. نهارها وليلها، وتلك اللحظات التي نالت من حياتنا مساحة من الفرح...، والأخرى التي اختنقنا فيها ونحن نتجرع الألم، احتبست فيها الأنفاس، وتحجرت فيها الدموع في الأحداق..، نمني نفوسنا أن نتخلص بإشراقة أول شمس في العام الجديد من درن عام مضى.. والآمال معقودة في نواصي عام جديد نأمل أن يكلل بالفرح والسعادة للأمة بل وللعالم باسره. هكذا نحن البشر ننسى أو نتناسى أن الأيام، هي الأيام، تدور رحاها لتولد السنين، ونرى أن تلك السنين، تأتي متدثرة بأردية ملونة، وأشكال متعددة، نراها بأنانية عيوننا وحساسية شعورنا، ما يمنحنا أن نطلق عليها أوصافاً، تتوافق مع الأحداث التي تواجه نرجسيتنا، خلال تلك المساحة من الزمن، التي تمتد لاثني عشر شهراً، وفق نواميس الكون الذي نعيش فيه. حتى أننا نرى إطلالة وجوه بعضها، نضرة باسمة، نتمنى لو نستطيع إيقاف عجلة الزمن، لنبقى نعيش في ظل تلك الأجواء، المفعمة بالسعادة، والهناء... والأخرى مكفهرة، ترهقها قترة، حتى ليود الواحد منا، لو أن بقدرته أن يطوي الأيام بسرعة، تفوق سرعة الضوء..، لهول ما يشعر به من ضيق صدر كأنه يصّعّد إلى السماء...، لما يلقاه من خيبات، ومصائب، حتى كأنه يرى الدنيا بأسرها من سم الخياط.. فتسمع من ينعتها منا، بعام الفرح، وعام الحزن، وعام النكبة، وعام الحرية، وأعوام عديدة تعكسها أحاسيسنا، ومشاعرنا، المثقلة بالأنانية، على مر الأيام التي قدر لنا أن نعيشها. في الحقيقة، هي طبائعنا نحن البشر، التي لا نرى من خلالها، ما أعطي لنا من خير، ولا نقر بما نحن فيه من عافية...، ونبقى منشغلين نلهث وراء المجهول، وراء الأمل، الذي قد لا يأتي أصلاً..، ولا نعرفه، لا شكلاً، ولا موضوعاً، وتبقى الأعوام تمر، مما ينسب إليها من خير أو شر، لأنها تغيب عنا حقيقة إيمانية، وهي أن ما يصيبنا من خير، فهو من الله العلي القدير، وما يصيبنا من سيئة، فهو من أنفسنا، لكنها طبيعتنا، كما أسلفت، نبقى نبحث عن شماعة، نضع عليها ما يثقل كواهلنا، وابتكار أشياء نلقي عليها باللائمة، فيما نواجه من الأحداث.. ماذا لو التفتنا للأيام الماضية بكشف حساب نجبر ما كسرنا ونضمد ما جرحنا.. ونصلح الأخطاء ولا نعود لها ونمضي في الركب، يحدونا أمل مشرق جديد فيه الخير لنا ولمجتمعنا. اليوم ونحن نستبشر بإطلالة عام جديد، ونحـن نتباين في مشاعرنا، وأمانينا، بعد سنة مرت بذكريات مؤلمة، ومفرحة، تركت أثراً في نفوسنا، نبتهل إلى الله العلي القدير، أن تكون سنة جديدة، ملؤها الفرح للجميع، وتمنياتنا للمرضى، بالشفاء العاجل، ولمن فقدنا من الأحبة بالرحمة والمغفرة،.. وكل عام وأنتم بخير وإماراتنا في تقدم ورفعة. jameelrafee@admedia.ae