“لقد قدر رسالتك بشدة ووضعها بجانبه على السرير” (زوجة ستيف جوبز ) بحسب ماورد في صحيفة بريطانية، يقول بيل جيتس مؤسس شركة ويندوز أن لورين زوجة ستيف جوبز اتصلت به، وتحدثت عن كتاب “سيرة ستيف جوبز” الذي كتبه والتر أكاسون، وقالت له إن زوجها يكن له الكثير من الاحترام أكثر مما كتب، وأن الكتاب لم يعطه كامل حقه، وقالت له أيضاً إن رسالتك نامت بجانبه على السرير، وكأنها كانت تقصد سرير الموت، حيث توفي بعدها بأيام قليلة. ما الذي كتبه بيل جيتس في رسالته لمنافسه الوحيد الشديد ستيف جوبز ؟، والسؤال الثاني الذي أحاول جاهداً الإجابة عليه هو لماذا كتب له الرسالة؟ (الرحمة قنديل القلب و العطف وهجها) في حادث يخسر أبويه ويكفله شخص نبيل، ينشأ يتيما مكسور النظرات تذكره الوجوه بمن فقد، أحيانا القوة و الضعف لا تقاس بالجسد، في داخل كل منا جبال من القوة ومناطق من الضعف، اليتامى مثلنا تكسرهم الكلمات وتذكرهم اللحظات باللحظات، لأنه عندما تفقد عزيزاً تكف أرضك عن الدوران ويتوقف زمنك، ويقسم عالمك إلى زمنين قبل الفقد وبعده، وأنت تحمل بهم همومك، يأتي من يخطئ على عزيزك أو يشتم فقيدك، قمة القسوة عندما تملك الرحمة وتقدم العذاب، ومن الصعوبة بمكان أن تملك العطف، وتقدم الشدة. هذه المشاعرالإنسانية الجميلة أودعها الله فيك لتشاركها مع الآخرين، وتجزى عليها عندما تستخدمها. وفي حديث رواه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من وضع يده على رأس يتيم رحمة، كتب الله له بكل شعرة مدت على يده حسنة. (في زحمة حياة لا ترحم.. هناك من يحتاج إلى رحمتك) قد يكون اليتيم مثال، لكنْ هناك المسكين والمريض و المحتاج، وآخرون أيضاً، هناك من لفظهم بحر التعب ولا شواطئ لهم، وهناك من قذفهم موج الألم ولا مرافئ تستقبلهم، هم بيننا يحتاجون إلى الرحمة والعطف، أخرجها بحب من قلبك أنت الآن، تملكها وغيرك يحتاجها وقدمها لهم بحب، ما تقدمه ليس شفقة، فالكثير منهم لا يحتاجونها، لكنه شعور نبيل وصحيح لا يخرج إلا من النبلاء والأسوياء وأنت منهم. في كثير من أفلام العنف الأجنبية أتفاجأ من كمية الحب والرحمة الذي يكنه المجرم والقاتل لأهله و أقربائه، ويصدمني في المقابل برودة أعصابه في قتل الآخرين وأذيتهم، هذا الاختلاف في المشاعر والتناقض الواضح ما بين العقيدة والسلوك بأسف يمارسه الكثير من حولنا، تجدهم يفجرون في الخصام ولا يتقبلون الآخر، وتضيع أخلاقيات المنافسة عند أول اختبار وأتساءل بعجب لماذا يهمل الجانب الإنساني عند المنافسة؟ (رسالة إلى ميت تنبض بالحياة) “عليك أن تفخر بما قدمته للعالم في حياتك، وتفخر بعملك وشركتك، لا أريد أن أصالحك، فنحن لسنا في حالة حرب “كانت هذه كلمات من رسالة بيل جيتس لستيف جوبز! بقي الأول وغادرنا الثاني، وعلى الرغم من المنافسة الشديدة والسنين الطويلة من التحديات والصراعات أنصف الأول الثاني في ضعفه ومرضه، يحسب لهم أن التكنولوجيا لم تفقدهم إنسانيتهم. jamal.alshehhi@gmail.com