الكثير من المتنورين والمعلمين الروحانيين في العالم يقولون إن عام 2013 سيشهد ارتفاعاً طفيفاً في الطاقة الروحية للأرض. لكن أغلبية البشر لن يشعروا بها. ومع وجود الكثير من الاختلافات الثقافية الظاهرة بين الشعوب، هناك بالمقابل تقارب وتلاقح واقتراب واضح ما بين الروحانيين من مختلف مشارب الأرض. وإن كانت الممارسات الروحية في الماضي تقتصر على جماعات وفرق بعينها، فإنها اليوم تتداخل وتجاذب بقوة. وقد تصدى الكثير من المتنورين في بحر الروح إلى استخلاص ما يناسب الإنسان العصري من ممارسات تفيده اليوم، وتخدم فتح بوابات جديدة من الوعي لديه، بعد أن طغت عناصر المادة على الحياة، ونسي الإنسان أن يستغل الكثير من مكامن القوة لديه، إلى درجة أنه أصبح عاجزاً وضعيفاً حتى في مواجهة أقل المحن التي يواجهها. الغالبية من هؤلاء المتنورين لجأوا إلى تسهيل هذه الممارسات، والنظر إليها باعتبارها مجرد تمارين روحية مستحدثة ومطورة لتناسب جميع البشر، مهما كانت طبيعة الثقافة التي ينتمون إليها. وهي ليست حكراً على أحد، بل عبارة عن خليط مركب من ثقافات عدة، لكن هدفها واحد وهو الارتقاء بالبعد الروحي للإنسان. وقد تغلغلت هذه الممارسات لتشمل الدورات التدريبية للمديرين والموظفين وحتى السجناء، وهناك اليوم برامج متخصصة تتداخل فيها التمارين الروحانية بتقنيات التعامل مع الزبائن أو تخفيف الضغوط على الموظفين، وصولاً إلى فن التعامل مع الأسرة في البيت، والإبقاء على شمعة الحب متقدة دائماً. بتلاقح النظريات العلمية وإعادة إحياء الممارسات والطقوس الروحية القديمة من كل شعوب الأرض صار بالإمكان الخروج بصيغة جديدة معاصرة لفنون الارتقاء الروحي لدى الإنسان اليوم. وصار بالإمكان أيضاً وضع تصورات جديدة لهذه الطقوس، يقبلها عقل الإنسان المعاصر اليوم، ويقدر على ممارستها أيضاً. تعج مكتباتنا اليوم بالمؤلفات التي تشكل دليلاً عملياً في كيفية تطوير أنفسنا نحو الأفضل، وفي كيفية ممارستنا للمهارات الروحية الموجودة فينا في الأصل، ولكن لا نعرف كيفية استغلالها. بعض الكتب تقودك خطوة بخطوة إلى منطقة جديدة من (الوعي بالعالم من حولك). وبعضها قد تشمل الكثير من التمارين التي لو مارسها الانسان فإنها ستقوده مباشرة الى إحداث تغيرات عميقة في رؤيته للوجود منذ الأيام الأولى. قليلون يمتلكون الصبر على اتباع ما تحويه هذه الكتب، والبعض قد يحبذ فهم محتواه وتكوين صورة عامة في ذهنه، وهذا مفيد أيضاً. لكن المؤكد أن من يفهم محتويات هذه الكتب، ويقوم بممارسة وتطبيق التمارين المرفقة فيها، سوف يخرج بلا شك بالحصيلة الكبرى منها. إحدى النظريات الروحية ترى أننا نتعامل مع العالم بنسبة كبيرة وفقاً لثقافتنا المادية، التي تعتمد على الحواس الخمس في قراءة الحياة والكون. ولكن الإنسان متعدد الحواس ومواهبه لا نهائية، ونحن للأسف لا نستغل سوى نسبة بسيطة جداً من قدراتنا الروحية التي لو طورناها قليلاً فإن الكثير من أسرار الكون سوف تتكشف لنا وسيكون بإمكاننا أن نقرأ العالم بلغته الحقيقية الأصلية، وهي لغة الروح الأكثر شمولية. انتشار هذه الثقافة، أليس مؤشراً على ارتفاع الطاقة الجميلة في الأرض. akhozam@yahoo.com