لا أنكر فخري بالعربية لأنها تستحق أن يفخر بها، وهي تاج على رأس كل عربي، لأنها لغة غنية زاخرة بالمعاني، ولم تصل إلى درجة حيويتها وغناها، أي لغة، والدليل على حيويتها وصلاحيتها وديمومتها، أننا نقرأ اليوم معلقات العصر الجاهلي، بل ونحفظها بالشكل والحركة نفسهما، وإن كانت سميت معلقات لتعليقها على جدار الكعبة، فإنها علقت في الصدور قبل السطور، فوصلت إلينا بعد أكثر من ألف سنة باللغة نفسها التي نقرأها اليوم.. سمى العرب طعامهم بأسماء مختلفة منها ما كان وفقاً للأوقات التي يتناولون فيها طعامهم، من الإفطار والغداء والعشاء، ويقع الكثيرون في خطأ شائع فيقولون "الغذاء" بالذال بدل الدال، والصحيح هو الغداء لأنه يتناول في الغدوة من النهار. الغداء الطعام الذي يُتَغَدَّى به، سُمِّيَ بذلك لأنه يُؤْكلُ في الضَّحاء، تقول: هم يَتَضَحَّوْن أي يَتَغَدَّوْن الغَداء الطعام بعينِه، وهو خلاف العَشاء، والغَداء طعام الغُدْوة، والجمع أغْدِيَة؛ وقيل الغَداء رعي الإبل في أول النهارِ، وقد تَغَدَّتْ، وتَغَدّى الرجل وغَدَّيْتُه. وتقول أيضاً: ما بي من تَغَدٍّ، وقيل: لا يقال ما بي غَداء ولا عشاء لأنه الطعام بعينه، وإذا قيل لك ادْنُ فكُلْ قلتَ ما بي أكْل، بالفتح. وفي حديث السحور: قال هَلُمَّ إلى الغَداء المُبارك، قال: الغَداء الطعام الذي يُؤْكَل أوّل النهار، فسُمِّي السحور غَداء لأنه للصائم بمنزلته لِلمُفْطِر؛ ومنه حديث ابن عباس: كنتُ أتَغَدَّى عندَ عمر بن الخَطَّاب، رضي الله عنه، في رمضانَ أي أتَسَحَّر. ويقال: غَدِيَ الرجل يَغْدَى، فهو غَدْيانٌ وامرأة غَدْيانةٌ، وعَشِيَ الرجلُ يَعْشى فهو عَشْيانٌ وامرأة عَشْيانةٌ بمعنى تَغَدَّى وتَعَشَّى. الغُدْوة ، بالضم: البُكْرَة ما بين صَلاة الغَداة وطلوع الشمس. والغداة : كالغُدْوة، وجمعها غَدَوات. قال الله تعالى: "بالغداة والعَشِيِّ يُريدون وجْهَه"؛ وهي قراءة جميع القُرّاء إلا ما روي عن ابن عامر فإنه قرأَ بالغُدْوَةِ، وهي شاذة. ويقال: أتَيْته غُدْوَةَ، غير مصروفةٍ، لأنها معرفة مثلُ سَحَر إلاّ أنها من الظروفِ المُتَمَكِّنةِ، تقولُ: سِيرَ على فَرسك غُدْوَةَ وغُدْوةً وغُدوَةُ وغُدوةٌ، والجمع غُدىً. ويقال: آتِيك غَداةَ غَدٍ، والجمع الغَدَواتُ مثل قَطاةٍ وقَطَواتٍ. النابغة الشيباني: أَصِــــــبْ ذا الحــِلْـــمِ منك بِسَجْل وُدٍّ وصلــــه، لا يكـــــن منــــك الجفاء ولا تصــــــل السفيـــــــه ولا تجـــــبه فـــــــإن وصــــال ذي الخربات داء وإن فراقـــــــــــه في كــــــل أمــــــــرٍ وصـــــــرم حبــــــــــال خلته شفاء وضيفك مـــــــــــا عمرت فـــــلا تهنه وآثِـــــــــرْهُ وإن قـــــــــــلَّ العَشاءُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae