لأجل الوطن رُفعت الأعلام، ونصبت الأحلام، وسالت الأقلام، والفرح في قلوب الناس وسام وحسام، ووئام، وعذب كلام، وانسجام والتئام وسلام يصافح سلام .. لأجل الوطن الأشياء تلونت بالبهجة وانشراح المهج، ولأجل الوطن فإننا نطالب المنتمين لوطن وعلم، القابضين على جمرة العشق والأشواق، أن يرفعوا الرؤوس، ويحدقوا في الألوان الأربعة، ويصفقوا مع أجنحة الطير، ويهتفوا باسم العلم الجليل، وألا يدعوا للغبار طريقاً نحو ألوان العلم، وألا يتركوا عاتيات الزمن تعبث بهذا الحبيب اللبيب النجيب، وتدعه خرقاً ممزقة.
العلم رمز الهوى والانتماء ولا يجوز إهماله، والعلم علامة مميزة لابن الإمارات المحب الوفي لوطنه وقيادته، العاشق الدنف لكل حبّة تراب تلامسها أصابعه .. أتمنى من الذين نسجوا خيوط الفرح على منازلهم أن يعتلوا الجدران العالية، وأن يجددوا العهد والوعد مع هذا النسر العظيم، ويحفظوه من التلف، فأفراحنا بالوطن لا تنحصر في يوم أو شهر، أو سنة، بل هي أفراح الزمن الماضي والحاضر والمستقبل .. فاحتضنوا العلم، ولفوا حريره، بأوراق القلوب وراعوا قامته وشهامته وقوامته، وهامته ليظل دوماً في العلياء، بريقاً أنيقاً متألقاً مصفقاً محدقاً في الآفاق بشموخ النجباء ورسوخ الأوفياء.
فلا نرضى لهذا العلم بأي حال من الأحوال أن يكون مجرد قماشة، لأنه من صلب الحشاشة، لأنه من نبت أعشاب القلب، ولأنه الضوء والوضوء، ولأنه منبع العزة، والكرامة لكل مواطن ومقيم، تسير أقدامه على أديم هذه الأرض المباركة .. لأنه الوجد والوجود ولأن المجد وعبق الجدود، لأن الوعد الموعود والخير الموجود لأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي لا سواه ولا عداه، تحلم به النفوس، وترق به الرؤوس، وتتحصَّن به التروس، هو القديس القدوس، الرابض في الوجدان الإماراتي، فلا يجوز نسيانه وإهمال كيانه.
علم الإمارات يا سادة، علم الكينونة، والصيرورة، والسيادة، علم بعد الله يستحق العبادة، ومن الإيمان أن نحفظ الوطن بحفظ رمزه وما يمثله وما يؤكد المعنى والوجود.
علم الإمارات، من يغفل عنه لحظة أو يقف ومضة، فإنه يفعل فعل الشيطان الأخرس.. علم الإمارات من لا يسكنه أعالي الغصون في شيمة وقيمة، فإنه يخالف شرع الله، في حب الحياض، والدفاع عن معانيها وسر أمانيها .. علم الإمارات نحزن عندما نراه في حال غير الحال الطبيعي لوسامته ولياقته ولباقته،وعنفوان رفرفته وصولجان أجنحته.
علم الإمارات.. الكل والخل وشيمة الأرض والأهل.


marafea@emi.ae