قبلة على الجبين، وكلام بأشواق المحبين، وحديث من أحاديث المدنفين حباً بهذا الوطن وأهله وأرضه وسمائه .. كان هذا حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المدرسة الأحمدية في دبي..
رعاية بشيمة وقيمة، وهامة وقامة، وقدرة وفكرة وشوق وتوق، وطموح وجموح، ونخوة وصبوة وسفر على كثيب ووجيب، ورحلة مبجلة، مجللة بالأماني وأحلام الناس الطيبين، وتحديق وتحليق، ورفرفة وهفهفة، بأرواح نازفة غارفة من معين تاريخ ومحيط حضارة، وعزف على ناي الهوى والعشاق الأولين، والذهاب عميقاً في أتون ومتون لصناعة غد الإمارات، ومستقبل جيل يحق له أن يفخر ويكبر بعظم التضاريس الإماراتية المزروعة بأشجار الحب، المبثوثة بثاً كأنها الجنان لأجل إسعاد الإنسان.
اعتزاز سموه بمعلم الحرف وساقي الضلوع بمعاني النبل، إنما هو اعتزاز بالعلم وقيمه السامية وراياته العالية .. انطلاقاً من رؤية ووضوح رأي وانتماء حقيقي للإنسان ودوره الريادي في صياغة جملة الأوطان، وطن نحلم به ويحققه واقعاً ملموساً محسوساً من يمسك بالزمام واللجام، ومن أخذ على عاتقه مسؤولية الارتقاء بالإنسان، وتأثيث وجدانه بأجمل المعاني وأنبل القيم.
الاحتفال بمدرسة، هو احتفاء بالنون والقلم، وخير الكلِم، وأصفى معاني الحُلُم، وأبهى المثل الإنسانية .. الاحتفال بمدرسة يعني القبض على أنصال التاريخ بأيد أصلب من صلادة الجلمود، وبقلوب أشف من رقراق الماء وأرواح تطير بأجنحة الشجر الوارف، ونفوس لا يعتريها غش ولا غبش .. ولا بد للأجيال
أن تتعلّم من الدروس، ومن شفافية النفوس ومن الفعل المثالي المحسوس، ولا بد أن تتعلّم كيف
ترفع الرؤوس شامخة راسخة، معتزة بهذا المنجز الحضاري، المؤدلج بأحلام الاعتدال، ودون ابتذال لا بد لها أن تفتخر بهذا النسيج السامي، والعلاقة المتعانقة كأغصان الشجر ما بين القيادة والشعب، وهذا الدنف العفيف الرهيف، الشريف الشفيف المنيف.
وهذه الأمنيات الماشية على رموش الأمل مكحلة العيون بالفرح، معبقة الحياة بعطر الانتماء إلى أرض وسماء وما بينهما قيادة رشيدة شيمتها الوفاء .. نفرح باللقاء، نسعد بالعِلم، وهذه العَلَمْ، والقلم، والنشيد الأزلي، على شفة وفم.


marafea@emi.ae