في خطوات حثيثة، راكزة ومُركِزة ومرتكزة على الأسس والثوابت، يمضي الوطن نحو غايات الأمن ورايات الأمان مستفيداً من تجربة الأجيال وأميال التعاقب والتواكب التي قطعتها الخبرة مع استدعاء كل ما لدى الإنسان في هذا البلد من طاقات وقدرات وإمكانيات تؤسس لصرح شامخ راسخ، يحقق معنى الوجود ويؤكد إثبات الذات وسط محيط إقليمي ودولي يفرض واقعاً لا تلتبس فيه الرؤية ولا تختلط فيه الإرادات، واقع يضع الإمارات دوماً في مقدمة الدول المبادرة والمثابرة والقادرة بقوة المبادئ على مواجهة التحديات ومواكبة الأحداث بعقل ثاقب وقلب ينافح السحب في النث والبث والحث واحتواء كل ما يقلق، بحيث يصبح مطوياً كطي السجل على صفحات التاريخ.
“الدفاع الوطني” هو دفاع عن الوطن والإنسان وهو شراع يطوق المنجز والمكتسب بذراع ويراع ويمنح الكرامة الوطنية بعدها وسؤددها وسدادها وصداها، ويقود المرحلة إلى مراحل وسواحل ومناهل وموائل ومفاصل وفواصل، ويكسب المعطى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي حصناً حصيناً وبوحاً رزيناً وفعلاً أميناً ومساراً مكيناً ومداراً ثميناً، ويرفع من الشأن والغصن والشجن ويعلي من كلمة الوطن في فضاءات العالم.
“الدفاع الوطني” دفاع عن الحق وانصياع للحقيقة، هو سراج الوطن في الدروب الوعرة، هو القدرة المترامية في الشؤون والشجون، هو الحاجة والطموح بفعل الإرادة والتصميم والإصرار، على بناء وطن الإكبار والإعمار والإثمار والازدهار على مدى الأزمنة والأطوار، هو الرغبة الكامنة في البناء والإعلاء والاستواء، هو الدنف والشغف والكلف، من أجل صياغة التضاريس على سجادة تزخرفها المشاعر بقوة الانتماء وتلونها القلوب بأطياف الحب.
“الدفاع الوطني” قراءة جديدة لمتطلبات العصر وإلحاح المرحلة على تحقيق وجد ومجد بجد وسد وود وعهد ووعد، وعلى المضي قدماً بالمسيرة المظفرة نحو أمنيات تلامس الواقع بحنان واطمئنان، أمنيات تسفر عن طموح بحجم القدرات، وعن آمال بسعة الصحراء ورحابة البحار ونجابة النخلة النبيلة.. “الدفاع الوطني” صفحة جديدة تضاف إلى صفحات ملأت التاريخ زخماً ولوّنت القلوب بالفرح وأنشدت مع الطير الموال والهديل حتى أصبحت الإمارات اليوم القصيدة المثيرة الوثيرة بالمعنى والمغزى والمكانة بما تتمتع به من رصانة التوجه وأمانة البوح.. الإمارات اليوم العقل والحقل والمقل والقبل والسهل والأصل والفصل والمفصل والنصل والعدل والبذل.. الإمارات هي الكل المتكامل.. هي البحر الكامل.


marafea@emi.ae