تتسلل إلى قلوبنا دون استئذان.. تصر على طابعها الذي لا يتبدل مهما كان التحدي الذي تتصدى له، وذلك لقناعة القائمين عليها بأن آفة الحداثة في التقليد، وبأن طابعك هو الذي يمنحك التفرد، لأنه خاص بك وحدك، ولأنه تاجك الذي تزهو به، ولأنه - وهذا هو الأهم- عنوانك. هكذا هي «أبوظبي الرياضية» التي ننسى أحياناً أن نوفيها حقها، بقدر ما هي قريبة منا، وربما لأنها منا ومثلنا، فقد اعتدنا أن نجامل غيرنا. بالأمس، كان مؤتمر أبوظبي الرياضية للكشف عن خطتها لتغطية كأس «خليجي 21» بالبحرين، وللحقيقة، ولأن الإعلاميين يتلاقون في الأفكار، ويتوقعون خطوات بعضهم البعض، إلا أنني لم أتوقع أبداً هذا الزخم وهذا الثراء وتلك المبادرات الفريدة، التي تغريك مقدماً بأن تستعد من الآن، وتجهز لنفسك في بيتك مجلساً خاصاً، بإمكانك أن تسميه «برزة أبوظبي الرياضية» ولتدعُ «الربع» والأصدقاء إلى وجبة لن يجيد تقديمها لك سوى هذه القناة المفعمة بالحب لكل ما هو خليجي، ولكل ما هو عربي، ولكل ما هو إنساني.. تأخذ موقعها ما بين القلب والصدر، فتلامس كل الأوتار الإنسانية بداخلك، تماماً مثلما كل من فيها مفعم بهذه النظرة الآسرة المحبة، بداية من محمد نجيب مدير عام القناة ونائبه يعقوب السعدي، ومروراً بجيش من المعدين والمقدمين والفنيين والمخرجين، أينما وُجدوا أحاطوك بهذه الهالة من الحب، ومن الشغف ومن المهنية. الشعار الذي أطلقته القناة لتغطيتها هو «خليجي أنا»، وهو مقطع آسر ومحبب، يتناغم مع كل شيء حولنا، مستوحى من تاريخ هذه المنطقة المتحدة قلباً ومصيراً، صاغوه بلغة الكاميرا والاستديو والتحليل والبرامج الفريدة، ليصنعوا الوجه الآخر، لقصيدة محمود درويش «عربي أنا»، في رسالة بهوية تلك القناة، وبأنها لا تتعاطى مع الأحداث بوصفها ناقلاً مستفيداً، وإنما باعتبارها شريكاً، لا يعنيه المكسب المادي بقدر ما يعنيه المساهمة في النجاح.. هي قناة من الإمارات، لكنها تلبس كل أثواب الخليج، وقد رأينا في اليمن كيف كانت، وكيف غزت القلوب، لأنه لا تعرف سوى لغة القلوب. لست في معرض الحديث عما لدى «أبوظبي الرياضية» في كأس الخليج، فهو كثير وفوق الحصر، لكن ما يعنيني تلك المعاني التي مست قلبي، وأنا أتابع المؤتمر الصحفي، وتلك المعاني التي فجرها شعارها السلس والعذب، حتى وددت لو أن كأس الخليج تنطلق الآن، لأسير في دوار اللؤلؤة بالمنامة أغني «خليجي أنا»، فيتردد صدى الكلمات في أبوظبي والرياض والكويت وبغداد ومسقط والدوحة وصنعاء. «خليجي أنا».. مقطع من كلمتين، لكنه يلخص حالة تجمعنا، ومع أبوظبي الرياضية، يلخص حالة تعيشها تلك القناة، التي تصر على أن تبقى نبضاً قبل أن تكون شاشة، وأن تكون مشاهداً قبل أن تكون مذيعين ومعلقين.. تصر على أن تكون مرآة، لا أن تقف هي أمام المرآة، تتجمل دون جوهر. تستحق أبوظبي الرياضية أن نقول لها شكراً، ليس على ما استعدت به لـ «خليجي 21» ولكن على كل ما تقدمه.. شكراً وإن تأخر الشكر، فقد اعتدنا في هذا الحقل أن كلمة الشكر هي في أن تشاهد وأن تستمتع. كلمة أخيرة: ندور بين القنوات.. نقف دقيقة أو لحظات، وإذا ما أردنا أن نستريح كان اللقاء في رحاب سيدة القنوات. mohamed.albade@admedia.ae