يشكل مرض سرطان الثدي، أخطر الأمراض السرطانية التي تهدد حياة المرأة في الإمارات، فحسب إحصائية حديثة كشفت عن إصابة خمسين امرأة من بين ثلاثة آلاف حالة تم فحصها في أبوظبي.. الأمر الذي يضع وزارة الصحة وهيئات صحية وأُسر أمام مسؤولية هذا التحدي الخطير، ويفرض على الجميع العناية الفائقة بالقوارير، وحمايتهن ورعايتهن، ولا مجال للتجاهل، وخفض الرؤوس أمام مرض لا يرحم، ولا يكتم خطورته، ولا يلجم جموحه، مهما بلغت من أسباب العلاج المتأخر والعمليات الجراحية، التي لا تضمن نتائجها بعد أن يستفحل هذا المرض، وينتشر في الجسد ويتفشى ويصبح كائناً استعمارياً متوحشاً لا تردعه كوابح، ولا تمنعه الصروح العالية.. الإمارات دولة متحضرة، وفيَّة سخيَّة عطيَّة، لا تبخل بما يفيد وينفع، وقـــد جهّزت المستشفيات وأعدت الكوادر الطبية، ووفرت كل مســـتلزمات العلاج من كشوفات وأدوية، لذلك فإن اللجوء إلى الكشوف الدورية، والانتباه إلى كل ما يثير الريبة في مناطق الإصابة، أصبح أمراً لا مفر منه، وهو لا يكلف الســـيدات الكريمات غير حمل البطاقة الصحية، والذهاب إلى المســـتشفى فقط للاطمئنان، والاحتـــراز والحيـــطة وأخذ الحذر من هذا العدو الخطير.
الكثـــيرون يرددون “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا” ونحن نعلم ذلك ونؤمن به، ولكن الأخذ بالأسباب أمر دعا إليه الدين وتفرضه الحاجة الملحة لأن هذا المرض من السهل كبحه في بداياته ولكنه عندما ينمو ويكبر يصبح طوفاناً جارفاً لا ترده أدوية، ولا تصده عمليات جراحية.
هذا المرض، يحتاج إلى عيون يقظة، وقلوب مطمئنة، واثقة بالكشوف الطبية الدورية التي هي المانع الرادع الوحيد لمرض لا يقبل القسمة إلى نصفين، فإما صده بالفحوص، أو تركه يتباهى بأورامه، والتي يذهب ضحيتها جسد المرأة المهزومة، تحت ضرباته القاصمة، والحاسمة والجازمة.
نتمنى من نسائنا.. زوجات وأمهات وأخوات ألا يبدين التهاون إزاء هذا المرض اللعين، وعدم التهاون أمامه، لأنه مرض خبيث لا يُؤتمن على معاهدات ولا مواثيق، ولا قوى خارجية يمكن أن تسكته وتكسر شوكته، وتقضي عليه برمته.. نتمنى منهن أن يسرعن إلى الفحوصات حتى قبل الشعور بآلام أو وخزات في المنطقة التي يحلو لهذا المرض أن يغزوها ويستولي عليها.. نتمنى منهن ألا يقلن.. مجرد غازات.. أو تقلص عضلات أو توتر أعصاب.. هذا المرض لعين، ويحتاج إلى مراقبة ألف عين.


marafea@emi.ae