تابعت كما تابع الكثيرون من المهتمين بكرة الإمارات، التصريحات التي أدلى بها يوسف السركال، أمس الأول في مؤتمر صحفي، دعا إليه لوضع النقاط على الحروف حول العديد من القضايا المُلحة، وكنت بصفة خاصة معنياً بشكل أو بآخر بجزء من هذه التصريحات، نظراً للحوار المطول الذي أجريته مع الشيخ أحمد الفهد أثناء وجوده بالإمارات، حيث تحدث فيه بدوره عن أمور كثيرة، كان منها الموقف الكويتي من انتخابات الاتحاد الآسيوي، وتلك النقطة بالذات، كانت محل اتهام «مبطن أو صريح» من السركال، الذي لام إعلامنا المحلي لأن هذا الإعلام - حسب وصف بو يعقوب - أعطى الفرصة للشيخ أحمد الفهد، لتكرار ما فعله في كأس الخليج 94 بالإمارات، عندما نجح من خلال تصريحاته في إحباط لاعبي منتخبنا خلال البطولة، وبالتالي فهو يسعى اليوم إلى القيام بالأمر نفسه، قبل الدخول في انتخابات الاتحاد الآسيوي. ولأنني كنت جالساً مع الفهد، فإن بإمكاني الحكم على التصريح الذي أدلى به الفهد، حيث أكد فيه دعمه أو دعمهم في الكويت للشيخ سلمان بن إبراهيم، وذلك بعد أن تحدث أيضاً عن الرغبة في إحداث توافق، وأنه من الأفضل أن يكون هناك مرشح واحد لغرب آسيا، كما أكد الرجل -للأمانة- أن السركال غال عليه، وأن الإمارات أغلى، والحقيقة أنه لم يبدُ لي للحظة أن الرجل ينصب فخاً أو أنه يريد النيل من معنوياتنا أو معنويات السركال، فقد كان السؤال مباشراً وطبيعياً في هذه الأثناء، وجاءت إجابة الفهد بقدر عفوية السؤال، لا لف فيها ولا دوران، وإنما غلفها بإطار بروتوكولي لا بأس به، حين أكد أنهم دعموا الشيخ سلمان من قبل ضد ابن همام لأنهم كانوا على اقتناع بقدراته، وأن هذه القناعة لم تتغير بعد، ولذا سيساندونه مجدداً. وما قاله السركال في المؤتمر، أعتقد أنه ليس باللغة المناسبة للانتخابات، واتهامه الإعلام بأن التغرير به واستخدامه ممكن، هو أمر يجافي الحقيقة، فإعلامنا يبحث دوماً عما يخدم الصالح العام ويسير خلفه، وهو أبداً لم يكن ولن يكون ضد إماراتي في أي صراع كان، ولعلنا حين أتحنا الفرصة للفهد للكشف عن موقفه، قد ساعدنا السركال لبناء استراتيجيته الانتخابية على واقع لا لبس فيه ولا غموض، والحديث عن أن رأي الفهد يخصه وحده، هو أيضاً ليس من «تكتيك الانتخابات» وإدارة فنونها، فالشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية في بلاده، ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية «أنوك»، كما أنه شقيق رئيس اتحاد الكرة الكويتي، وحتى لو كانت قناعاته تتجه إلى أن يُمنح صوت الكويت للشيخ سلمان، فنحن حتى وإن فقدنا صوتاً ليس علينا أن نفقد حياده في بقية الأصوات. كلنا مع السركال قلباً وقالباً، إعلاماً وإعلاميين، صفحات وأقلاماً، ولكن عليه أولاً وأخيراً أن يدرك أن قرار خوض تلك المعركة يخصه وحده، وأنه طالما اتخذه، فهو يعلم من معه ومن ضده، فنحن كما قال «لا نصل إلى آسيا»، أما هو فقد وصل إلى كل ربوعها، ويعلم أسرارها وخفاياها، وسنكتفي نحن بالدعاء، طالما لم نعد ندري من نحاور وماذا ننشر. كلمة أخيرة: الإعلام هو الوحيد الذي لا يتعامل مع «النوايا» ولا يعرفها mohamed.albade@admedia.ae