كنا نسمع العديد من الممثلين في الأفلام العربية القديمة (الأبيض والأسود) يرددون “آخر الزمان” كنوع من الاستنكار أو الاستغراب على أمر ما، تساءلت لم كانوا يعتقدون بأنهم في آخر الزمان؟ وماذا عنا نحن؟ ألسنا في آخر الزمان، كيف يحكم الأفراد على أنهم في أول الزمان أو آخره؟ أدركت بمرور الزمن أن كل جيل يعتقد بأنه يحيا آخر الزمان، وأن الناس لديهم نوع من التفكير الفطري الذي يرتكز على اللحظة التي يعيشونها، ولكن فكرة آخر الزمان طرحت تساؤلا آخر ربما مازال العلماء حتى الآن يبحثون فيه وهو أول الزمان والإنسان الأول وتفاصيل أخرى ارتبطت بحياة الإنسان في أول الزمان.
ويبدو أن آخر الزمان لدى الناس بدأ يأخذ منحى فعلياً وليس لفظياً، فقد تنبأ العالم الأسبوع الماضي بنهاية العالم، واختبأ الكثيرون في الملاجئ، ودفعوا لهذه الملاجئ حسب الفئات العمرية، انفقوا وخافوا واحتفلوا! وتفاعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع هذه الإشاعة نافياً أن نهاية العالم ستكون في 21 من الشهر، وأكد أنها ستكون بعد 4,5 مليار سنة وفق الدورة الشمسية، كما نفت “ناسا” بسبب عدم وجود كواكب أو مجرات سماوية تقترب من الأرض، وتؤكد فرضية شعب “المايا”!
ومع غروب يوم الجمعة الذي وافق 21 ديسمبر، وصلتني رسالة من أحد صديقاتي من باب الدعابة “مرحبا اسمي شمسة..أنا أحد الذين نجوا من نهاية العالم التي كانت في تاريخ 21-ديسمبر 2012 إذا كان هناك من ناج يرجى إبلاغي حتى أستطيع العثور عليك. وإذا لم يكن هناك أحد إذا أنا خرافة!”
شعب “المايا”، الذي أغرق الغزاة الإسبان العديد من مخطوطاتهم، والذين اعتمدوا رزنامة تضم 18 شهرا و20 يوما، أظهرت بعض آثارهم المعمارية أنهم تكلموا عن نهاية دورة من 5200 سنة، والتي تنبأ البعض على أساسها أنها ستكون نهاية العالم مما يدل أنهم لم يذكروا نهاية العالم بشكل صريح، ولكن هي توقعات واجتهادات، خابت!
ضج العالم بتاريخ نهاية العالم كما ضج من قبل بـ 12-12-2012 كبداية ميزة لمناسباتهم وحياتهم، انقلبت الأرقام من 12 إلى 21، واختلف المشهد كثيرا، وتحولت البدايات إلى نهايات لدى البعض. هناك من أعاد جدولة حياته في هذه النهاية وهناك من سخر منها، وهناك من تأمل ثقافته وحضارته التي يمتلكها. فالحمدالله على نعمة العقل والإيمان بالله عز وجل خالق هذا الكون العظيم والعالم بأسراره، فبيده البداية والنهاية، وملكوت السماوات والأرض، ألم يقل تعالى في كتابة الكريم في سورة التوبة (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب).


ameena.awadh@admedia.ae