يقدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كل يوم نموذجاً جديداً للقيادة، من خلال مبادراته العملية والإنسانية المخلصة، التي يطرحها، وكأنه يغرس في مجتمعنا هذه القيم العظيمة، لتتربى عليها الأجيال، وتنشأ وتترعرع عليها، ليتواصل العطاء والنماء والحب في هذا الوطن، الذي جُبل على قيم عظيمة غرسها الآباء المؤسسون في الأبناء، ليورثوها إلى الأحفاد، لتتواصل المسيرة العظيمة، ولتكبر وتتعاظم كل يوم، لتقدم للعالم كل ما هو مبهر وعظيم.
ولا شك أن مسيرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مليئة بالمحطات، والمواقف العظيمة الملهمة، التي جعلت من دبي قِبلة، ونموذجاً في التنمية والتطور، والنمو السريع، المبني في الأساس على الإنسان، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان كبيرة، أولها إعمار الأرض، والتراحم، والتعاضد، والاحترام، والمودة، ورد الجميل.
كيف لا وسموه تربى في بيت كريم، ووطن أبي، وقادة مؤسسون، حفروا أسماءهم بأحرف من نور، في صفحات التاريخ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله، شخصيتان يعدلان أمة في حكمتهما وقيادتهما، شخصيتان أنشأتا وطناً عظيماً، مستقراً خرج من قلب الصحراء، بثمار يانعة، وأغصان خضراء، تطعم القاصي والداني، ويستظل بفيئها كل متعب، وباحث عن فرصة للحياة الكريمة.
مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من الصعب حصرها، لأن الوطن يسكنه، ويسري في شرايينه، لذلك كان هاجسه، وما زال، أن يكون هذا الوطن هو الرقم واحد في كل شيء، منذ أن كان يركب سيارته ويتفقد أحوال المواطنين والوطن، قبل أن يكون ولياً للعهد أو حاكماً أو نائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء، وكان يكرس في كل جولة من جولاته قيمة جديدة، ومبادرة تضفي المزيد من البهاء والبهجة على دبي وأهلها.
توجيهاته الكريمة، النابعة من اصالته، ومعدنه النفيس، بتحويل ذكرى تولي سموه الحكم في دبي الذي يصادف اليوم الرابع من يناير إلى احتفال لتكريم الأم، تضاف إلى سجل مبادراته الإنسانية العظيمة، التي كما ذكرت لا يمكن حصرها، أو عدها، في هذه الزاوية المتواضعة، والتي تدل على أن هذه النوعية من القيادة التي تعودت على العطاء والبذل، هذه القيادة الملهمة يكمن فرحها وسعادتها في إسعاد من حولها من أبناء وطنه، الوطن الذي يسكن في قلب القائد، يكون متصلاً بكل سكنة وبكل حركة من حركاته، وهذا هو الشيخ محمد بن راشد رعاه الله أينما تحرك وأينما ذهب يكون بين يديه الخير والعطاء والنماء، وهل هناك أعظم من الأم كي تُكرم في هذا اليوم، الأم تنجب وتربي وتعلم وتغرس، هي الوطن بمعناه الواسع، وهي الحنان والحب، وهي العطاء الذي لا ينتظر مقابلاً، ومهما قدمنا للأم لن نوفيها حقها، هكذا يريد القائد رعاه الله أن يقول لنا: إن الأم هي الوطن ومن واجبنا أن نرد له الجميل، هي الخيمة التي تضمنا وواجبنا أن نكرمها ونحفظ جميلها ما حيينا.


m.eisa@alittihad.ae