لا نريد أن نزايد، ونطالب بإنشاء وزارة للشباب خاصة بهم، وترعى شؤونهم أو وزارة للشباب ووقت الفراغ، كما هو الحال في بعض الدول المتقدمة، ولا نريد أن نزايد، ونطالب بإقامة مدينة جامعية نموذجية حاوية للموهوبين والمبرزين في مجالات العلوم والفنون ومختلف المعارف، كما هو الحال في بعض الدول المتقدمة والتي تراهن على المستقبل بتخصيصها مدناً علمية وتقنية، ولا نريد أن نزايد، ونطالب بإنشاء دائرة خاصة ترعى المواهب في الوطن، وتأخذ بيدهم نحو بلوغ غاياتهم، وتحقيق أحلامهم، والاستفادة من الموهبة الربانية التي منحت لهم، ولكننا نقترح بتواضع، لعل هناك من يستجيب لإنشاء صندوق وطني يرعى المواهب، ومن نتلمس فيه النبوغ والعبقرية في أي من مجالات المعرفة، هدفه الشباب المبدع، بالتوجيه، وتقديم المساعدات والمحفزات لكي ينجح ويتفوق بموهبته، لأن مثل هؤلاء هم سفراؤنا مستقبلاً للعالم وللحضارة الإنسانية، ولتساهم فيه الحكومة الاتحادية مالاً ومظلة، وتدعمه المؤسسات الاجتماعية والثقافية التابعة للحكومات المحلية كجزء من برنامجها لخدمة المجتمع، ولا يجب أن نسكت عن القطاع الخاص، فالرأسمال الوطني عليه أن يثبت أنه عضو فعال في رفد المجتمع، هذا الصندوق ستكون من مهامه البحث عن الموهوبين الذين كثيراً ما يضلون الطريق، لعدم الاهتمام بهم، ويعدمون الطريقة للوصول بمواهبهم التي أهدتها السماء لهم نحو الإنتاج والتميز، لقلة الحيلة، وانعدام العين البصيرة أو ربما تأخذهم الحياة في عجلتها ودواماتها بعيداً عن مجال نبوغهم، فيقرفصون في وظائف بسيطة يمكن أن يشغلها غيرهم أقل موهبة منهم، فالمواطن الموهوب موسيقياً إن لم يتلق الرعاية الخاصة والكافية لتنمية وتثقيف موهبته، يمكن أن يضيع من بين أيدينا، وكذلك الرسام والنحات والمسرحي والمبرز في الميكانيكا والعبقري في الفيزياء أو الطب أو الهندسة، مثل هذا الصندوق الوطني يمكن أن يفرّخ مواهب جميلة للوطن، فالبارز في المسرح والسينما يحتاج لرعاية خاصة وصحيحة، وتوجيه وإرشاد لنستفيد من موهبته، ويحتاج لتعليم خاص ومكثف غير التعليم الأكاديمي العادي، ويحتاج لابتعاث خارجي أو إدخاله في ورش مهنية متخصصة، وتسخير الإمكانيات المادية لكي يدعم في مشاريعه وأحلامه، ولا يترك عرضة لموظفين بيروقراطيين يظلون يتوجعون من ميزانياتهم المتقشفة أو عقول لا تستوعب طاقاته الإنتاجية وآفاق موهبته، فتغلق الأبواب في وجهه، بحجة البند السابع لا يسمح، وبحجة التسويف والتعطيل والإدراج في الميزانية الجديدة، هذا الصندوق يمكن للحكومة أن تمنحه منشآت ذات ريع مادي سنوي، بحيث مع الوقت يكتفي ذاتياً، وعليه يمكن أن يفرّغ كاتباً طوال العام لينجز مشروعه الأدبي أو الثقافي، يمكنه أن يصرف على نحات بإدخاله في ورش فنية في إيطاليا، بإمكانه أن يقيم معرضاً لرسام في باريس، يزج بسينمائي في مصانع هوليود الفنية، يرعى مخترعاً صغيراً ويمده بالإمكانيات للإبداع والابتكار.


amood8@yahoo.com