نستكمل حصاد المنتصف ببقية الفرق، بعدما استعرضنا على مدار يومين فرق المقدمة والوسط، واليوم نبدأ مسيرتنا مع البقية بفريق دبي، الذي أعتقد رغم كل ما عاناه، وبالرغم من موقعه في ترتيب فرق المسابقة، أنه من أفضل فرق الدوري في هذه النسخة، وأن مدربه، الفرنسي رينيه من أفضل مدربي دورينا، فهو مدرب له شخصية، اكتسبها الفريق، لتصبح له ملامح وطعم وروح مختلفة، وإذا كان الفريق قد جمع حتى الآن 16 نقطة، فعلينا أن نعي أنه حققها من خلال الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في سبع، وفي الحالة الأخيرة بالذات ليس من المنطقي أن تنتقد الفريق كثيراً، فالتعادل يحتمل أيضاً الإشادة، خاصة إذا كان قسط منه على ملاعب المنافسين، ولعل أهم أبرز سمات دبي أن أجانبه الأربعة يلعبون، وتلك ميزة كبرى، ربما تشكل شيئاً فارقاً في كتيبة «الأسود». أما فريق عجمان، فقد شكل صدمة للمتابعين هذا الموسم، فبعد أن كان الحصان الأسود في الموسم الماضي، طالت كبوته، وخسر الجميع رهانهم عليه، والأهم أنه نفسه خسر رهانه على نفسه، ففي الوقت الذي كان متوقعاً أن تتصاعد طموحاته وتطلعاته، إذا به ينزوي بعيداً، وربما يمثل الأجانب سبباً رئيسياً فيما أصاب الفريق، فمنذ إصابة كركار في بداية الموسم، فقد الفريق هذه الدفعة المستوردة، التي لم تعد تأتيه سوى من لاعبيه المواطنين، وبالنظر إلى ذلك يبدو حصاد النقاط الـ15 لا بأس به في «المنتصف». وكان القدر رحيماً بالظفرة، ليتمكن من استقطاب أكبر عدد من اللاعبين في الدورة الرباعية، أعانوه على ما حققه وعلى جمع 15 نقطة، ولست أدري، كيف كان سيصبح الحال لو لم يجمع كل هؤلاء اللاعبين، وحسناً فعلت الإدارة بالتعاقد مع بانيد، فالرجل ماهر إلى حد ما في هذا «الثوب» وبإمكانه أن يلملم ثقوبه ويداري عيوبه، ولعل ذلك ما مكنه من تحقيق أربع نقاط في مباراتين، لينهي «فارس الغربية» الدور الأول كما بدأه، بصورة جيدة، فالخلل كان في الوسط. أما الشعب، فقلنا من قبل إن موطن الخلل فيه لم يكن في المدرب فقط، حتى لو ناله قسط منه، لكنه متغلغل في الدفاع تحديداً، والذي أهدر في كل مرة طاقات الهجوم، وأنه بعد أن عُرف الفريق الشعباوي عبر تاريخه بأنه نموذج الدفاع، انقلبت الأمور رأساً على عقب، حتى أصبحت أزمة الشعب في دفاعه. وتبدو الأمور في اتحاد كلباء أشبه بها في الظفرة، باستثناء فارق النقاط الكبير بين الفريقين، فلأبناء الساحل الشرقي 7 نقاط فقط، قد لا تغني ولا تسمن من جوع إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه، ولعل وجه الشبه الأبرز بينهم وبين فارس الغربية، هو بانيد وزي ماريو، فكل منهما حقق 4 نقاط في آخر مباراتين، ولكن الفاجعة باتحاد كلباء تتمثل في الشوارع المفتوحة صوب مرماه، والتي كلفته 45 هدفا احتضنتها شباكه، مقابل 11 هدفاً فقط سجلها الفريق. أخيراً، كان الله في عون عبدالله مسفر مع دبا الفجيرة، فالمشاكل كثيرة، بدأت بعدم وجود ملعب في بداية الموسم، وامتدت لتشمل كل شيء، ولتكلف الفريق 34 هدفاً في مرماه، وتمنحه حصاداً ضئيلاً، وكأنه من بين الـ13 مباراة في الدور الأول، لم يلعب إلا مباراة واحدة بأربع نقاط، فاز بها، ثم «نام». كلمة أخيرة: التعادل نصف فوز ونصف هزيمة mohamed.albade@admedia.ae