لا أدري ما هو مصدر هذه الدراسة، لكنني أراهن لو أن محجماً أو معالجاً شعبياً أو عشبياً أو دقّاق زار قد قام بمثل هذه الدراسة، فلن يظهروا بتلك النتيجة المفاجئة التي أفرحت النساء، وزادت من غيهن وحشرتهن، وأرضت الرجال، فقبلوا بواقع الحال.
هذه الدراسة “النسالوجيه” والتي تستند في أساسها إلى أن كثرة الزَنّ والمناكفة الحريمية تجلب الخير كله للرجال، بما فيها أنهم يغدون نحافاً، خفافاً لا ثقالاً، بمعنى أن سم زَن النساء يحول الرجال إلى “سلمّ” بالانجليزي، يعني الحرمة “تزج” رجلها بالأكل من هنا، وتجلس على رأسه بعد تلك الوجبة الدسمة، وتعمل على عزفها المنفرد على دماغه، “أريد.. وأريد، وين أنت؟ ووين رايح، وعند نوه، ولا تنسَ.. أخطف وييب مقاضي البيت عندنا خطّار، ولا تنسَ شرهة أمي تراك من العيد ما عطيتها بهانس..”.
وإلا تجد الزوج ناش من غبشة الله، ومسرع ركضة صوب الشغل، وتذكره الزوجة: حبيبي وين ناشر على لحم بطنك، وكبدك خليه، ورفجه ما تروح الين أزهب لك اللي تشتهيه نفسك، ويطيب له خاطرك، عندي لك جميع الشيء أريدك تسمعه، وأريدك تخرخش مخباك، وأريدك توصل الأولاد، وأريد أعرف شعرة منو لاصقة في غترتك، وناكرة ريحة دهن عود من يومين فيك، فيجلس الزوج مبتسماً، هاشاً، باشاً، وكأن أحداً غرّه عسلاً، ويقول: الله بستوي ضعيف الحين، يارب تخف هالكرشه، بصراحة التمارين ملل!
تقول الدراسة إن كل جملة تراها الزوجة مفيدة، ويسمعها الزوج أنها جملة ناقصة، ولا محل لها من الإعراب تحرق 30 وحدة حرارية، يعني الزوج بعد تلك الوصايا والبهدلة بيصير مثل المشخلة، وكأنه ما رقّد دجاجة بكبرها في بطنه، ما ناقص إلا تعترف الدراسة بأهمية الزَنّ على تصلب الشرايين، والوقاية من ارتفاع ضغط الدم، واعتماده في المعالجة بالطب البديل.
والأزواج الذين يصرون على الذهاب إلى تايلند للسياحة العلاجية، كل ثلاثة أشهر، خاصة المتقاعدين منهم، وهم ما فيهم “اللهوبي” ستنقطع تلك “السيرات واللييات” هي أيام معدودات يتعرض فيها الزوج مباشرة لأشعة الزوجة وإشعاعاتها اللغوية، وطلباتها التعجيزية، حتى يخرج سليم العقل والبدن، ولا يشكو بأساً، غير رحلات تايلند!
و”يقولك الرياييل” الحين هم من يتحرشون بالزوجات، و”يتشيمونهن”، دخيلك.. زنّي على رأسي، أريد طلبات تخرجني من كآبة المساء، أرجوك ما تخلني لوحدي دون زَنّ، تراني بَمّتَنّ، وبيصير وجهي كبر الشَنّ، وإلا حين يجلس الزوج مع رفيقة دربه، ويتذكران الأيام الخوالي، والرومانسية، “أيهه.. يا قماشه.. تحيدين يوم تزاعلنا، أنتِ تريدين تسيرين جنيف، وأنا أقولك ما عندي، وطمحتي عند أهلك، وأنا خليتك في حجال أمك، وأنتِ تمتنين منّا، وأنا أمتن منّا، ألين صرتي كبر الخرس، وأنا كبر الثويّ، وما ردنا إلا بشارة أن المناجف هو سر الحياة الزوجية”!


amood8@yahoo.com