ونكمل المسيرة مع حصاد المنتصف، وبعد أن استعرضنا في عجالة فرق المثلث الذهبي (العين والجزيرة والأهلي)، نكمل مع البقية، والبداية ببني ياس، الذي أعتقد جازماً أنه فريق في طور النمو، وأقصد هنا نمو البطولة، وإذا ما وُفق في استكمال النواقص التي يشكو منها منذ فترة، سيكون له شأن كبير، وسيصبح رقماً مهماً في صراع الألقاب، كما أعتقد أن مباراتي الفريق أمام العين والجزيرة بالذات في الدور الأول قد حددتا بدرجة كبيرة احتياجات الفريق، وعليه أن يعمل على استكمالها. الفارق في بني ياس هذا الموسم كان المدرب التشيكي تشوفانيتش، والذي أعتبره بمثابة اكتشاف قدّمه السماوي لنفسه ولكرة الإمارات، وما زلت عند رأيي بأنه سيصبح قاسماً مشتركاً في قائمة المدربين بالإمارات لسنوات قادمة، فالرجل لديه فكر مختلف، يبرع في ترجمته توجهاً وقيادةً، وهدوؤه، امتد إلى لاعبيه، وثقته نالهم نصيب منها، ليتمكن الفريق مع ختام الدور الأول من حصد 25 نقطة من خلال الفوز في 8 مباريات منها ست بملعبه، ولدى الفريق أوراق مهمة، منها من هو في طور النضوج، ومنها ما ننتظر عودته من جديد. أما النصر، فقد برهن على أنه بإمكان لاعب أن يصنع الفارق، وأعني هنا سيزار الذي ابتعد في آخر مباراتين للإصابة فابتعد معه الفريق، وذلك على الرغم من أن الكرة تقول إن من أراد البطولة لا يجب أن يتأثر بغياب لاعب، كما تأثر الفريق بشكل أو بآخر باهتمام زنجا بالمنافسين أكثر من اهتمامه بفريقه، فكثيراً ما يتحدث عن غيره، ولو انشغل بفريقه كما انشغل بغيره، لرفع نقاطه الـ 22 ولفاز بأكثر من المباريات الست التي فاز فيها. وكان الشباب بحاجة إلى وقت للتخلص من فكر وتأثير بوناميجو، وحسنا فعلت الإدارة أن أدركت ذلك، وصبرت على باكيتا، فبعدما كان الفريق متأخراً في بداياته وهبط إلى المركز الـ12 عادت ماكيناته للدوران، ليجمع الفريق 22 نقطة تضعه في المركز السادس متخلفاً عن النصر بفارق الأهداف، وهو مؤهل للتقدم أكثر مع التخلص أكثر وأكثر من الماضي، الذي ليس شرطاً أن يكون سيئاً ليؤثر على أي فريق. وليس الوحدة لغزاً كما يظن البعض، وأعتقد أن ما جناه حتى الآن، يعد منطقياً، ويلخص الحالة الوحداوية ما أصابني حين رأيت الصورة الجماعية للفريق قبل انطلاق البطولة بأيام، إذ لم أعرف من اللاعبين سوى اثنين، كما يعد منطقياً إزاء «عفسة» الأجانب التي أصابته، فميلونجي أصيب ولم يلعب للآن، وأنس بن ياسين أنهوا التعاقد معه قبل أن يلعب، وسجلوا الشيبة ثم أصيب وهم من تركوه من قبل، ومن بين الثلاثة الحاليين (مارسلينيو وسردان وباباويجو)، لا نشعر بأثر إلا لسردان، ولولا أن من معه أقل لما شعرنا به هو الآخر، فلا تسألوا إذن ماذا حدث للوحدة، وأعتقد أن الـ 18 نقطة التي حققها للآن، لا بأس بها وهي حصاد وفير لفريق في تلك الظروف. أما الوصل، فقد اختفى تماماً بعد ميتسو، فقد صنع المدرب الفرنسي نقلة لمسناها بالفريق، وبابتعاده ابتعدت الكثير من المقومات عن الوصل، فكانت محصلة الإمبراطور الفوز في 4 مباريات فقط، والخسارة في مثلها والتعادل في خمس، و17 نقطة، قابلة للزيادة ولكن ببطء في ظل الظروف الراهنة. كلمة أخيرة: المرء أدرى الناس بحاله إذا لم يضحك على نفسه. mohamed.albade@admedia.ae