سألني صديق هل تقدرون كنقاد أن تقوموا بالعمل الإداري الذي يقوم به الإداريون الحاليون في المؤسسات الرياضية بدلاً من انتقاد عملهم؟. بصراحة أعجبت بالسؤال الطريف نوعاً ما ولو أنه من المفترض من صديقي أن يعلم إجابته دون أن يسألني، لما له من خبرة في ميدان الإعلام والرياضة، ولكن لا مانع من أن أشارككم وإياه الإجابة التي من الممكن أن يبحث عنها الكثير من السائلين. يجب أن يعلم الجميع أن النقد والتحليل الذي يحدث من قبل الوسائل الإعلامية ليس بالضرورة أن يكون الغرض منه الاستيلاء على كرسي في مؤسسة رياضية ما، فالنقد دائماً يوجه للجهة التي لا تعمل جيداً، وبالتالي كرسي هذه الجهة لا يكون مريحاً بقدر راحة الكرسي في المؤسسة الناجحة المتميزة أداء ونتيجة، البعيدة عن النقد والقريبة من الإشادة. وليس بالضرورة أن الانتقاد أو إيضاح السلبيات يدل على أن المعني بالأمر تم التهجم عليه شخصياً، إلا إذا أراد هو بفهمه البسيط وحبه للكرسي أن يحول الانتقاد إلى نتيجة وسير العمل لمسألة شخصية!. الناقد والمنتقد علاقة تبدأ من المدرجات وتنتهي عند ممثليها النقاد والمحللين والإعلاميين، وبالطبع تحكمها نتائج العمل والنتائج في الرياضة لا تكذب ولا تتجمل، ولو فهم المسؤول الموقر هذه القاعدة لتقبل كل انتقاد قبل أن يتحول من مجرد فكرة أو رؤية إلى حديث يرضي المشجعين والمتابعين، لوجود من ينقل وجهات نظرهم سواء توافق معها أو فندها بوجهة نظر أخرى. المشكلة أننا نعيش في زمن تفوق فيه العمل والوعي الإعلامي بمختلف وسائله على الفكر الإداري في المؤسسات الرياضية، لأن الإعلام يعايش التطور الحاصل في جميع دول العالم للوسائل، سواء لقنوات عالمية أو صحف ومواقع رياضية، في حين مازالت الإدارات تعيش لدينا على أسلوب واحد ذكرناه مسبقاً يعتمد على أن المنصب الذي تم اختياري فيه هو تشريف لي وحق مكتسب لا يحق لأحد أن يناقشني فيه. في حين أن أغلب المسؤولين لو رجعوا للوراء قليلاً لتذكروا أنهم كانوا من ضمن فئة المنتقدين لعمل من سبقهم ولكن تغير المكان قد يغير الإنسان. نرجع لصديقي وسؤاله، والذي بطبيعة الحال كلي ثقة بأنه موجه من أحد الإخوة الذين اعتبروا النقد الموجه لعملهم أنه انتقاد لهم، وحددوا هذا السؤال تحدياً لعل وعسى أن يقوموا بهجمة مضادة بدلاً من دراسة النقد وأسبابه!، يا صديقي من السهل أن تعمل في أي مؤسسة ترى سلبياتها بكل وضوح ويرى الجميع أنها تسير في الاتجاه الخاطئ، والأصعب أن تسألني هل تقدر على النجاح بنفس القدر الذي نجحت فيه إدارة لا تتعرض لأي نقد من قريب أو بعيد، إلا فيما ندر لنجاحها وتحقيقها نتائج تتكلم عن نفسها، وليس لواسطة أو مجاملة تنتظرها أنت لكي لايتم التحدث إعلامياً عن ملاحظات سلبية الهدف منها تنبيهك للطريق الصحيح. ختاماً ومع كامل احترامي للطهاة فأنا من محبي الأكل بكل أنواعه وأقدر دورهم الجبار في خدمتنا وإشبعانا بما لذ وطاب، ليس المطلوب منا أن نطهو مكان الطاهي في المطعم إن ذكرنا له أن الوجبة لم تعجبنا ولا نريد أكلها، فالطاهي الجيد سيكون حريصاً على تقبل رأيك واستبدال الطبق وبإشرافه الشخصي على البديل والطاهي الآخر كبعض الإخوة أصحاب الكراسي سيقول لك: إن لم يعجبك طبخي فلا أكل لك!. arefalawani@hotmail.com