أسدل الستار على الدور الأول لدوري المحترفين، لنصل إلى نقطة المنتصف، وفيها، علينا - كما على الجميع- أن نقف، وننظر لما مضى ونستشرف ملامح القادم في الدور الثاني، ومن البديهي القول إن كل الأندية ستفعل ذلك، وستعيد حساباتها، و«تغير بعض ثيابها»، سواء كانت محلية أو مستوردة، وحين ندخل النصف الثاني سنجد اختلافاً بالطبع، لكني أزعم أن الدوري قال كلمته في هذا الدور، وسيدخر الإعلان عنها إلى النهاية، ولا أقصد بالطبع القول إن العين قد حسم اللقب، لكن الكلمة حسب ظني، ستكون بين مثلث الصدارة، يناورهم من بعيد فريق أو اثنان، وستكون المعركة في الدور الثاني في مؤخرة الجدول، أكثر منها في المقدمة. أما عن حصاد الدور الأول، فأحسب أنه كان وفيراً للعيناوية، وربما كان تاريخياً، من خلال أرقام الكثير منها أقرب إلى القياسي، فالفريق فاز في 11 مباراة من 13 وتعادل في واحدة، وخسر واحدة فقط، كانت الأولى وعلى ملعبه، وكأنها كانت بمثابة «صدمة كهربائية» للقلب العيناوي أعادته للحياة وللتواضع بعد أن غرته كأس السوبر. العين سجل 49 هدفاً وهو رقم كبير بمتوسط يقترب من 4 أهداف في المباراة الواحدة، وأعتقد أنه لم يحدث مع غيره، والغريب أن الأهداف تحققت تقريباً مناصفة على ملعبه وخارجه، فالزعيم سجل 25 هدفاً في العين، و24 خارج ملعبه، كما أن دفاعه لا بأس به ويأتي في المقدمة بعد الجزيرة، بواقع 16 هدفاً عانقت شباكه، أما الصدارة العيناوية فجاءت بفارق 7 نقاط عن مطارده «الفورمولا». وأفضل أرقام العين الشخصية، كان للغاني جيان، الذي سجل حتى الآن في 16 مباراة متتالية، ليسبق الجميع على صعيد العالم، وليتساوى مع الألماني موللر، على الرغم من أن رقم الأخير تحيط به شكوك وعلامات استفهام. ومن الخسارة في ضربة البداية أمام الأهلي إلى الختام الرائع للدور الأول، تبدو عبارة الزميل فارس عوض واقعية وموحية، فالعين على حد قوله بعد أن خسر بالستة، اتخذ قراره بأن يعاقب الجميع. أما الجزيرة، والذي بدأ المسيرة «متغربل»، فقد عالج أموره دون مدرب، وأحسب أن ما فعله يحسب أولاً للإدارة الواعية التي استطاعت أن تجمع شتات الفريق سريعاً، وأن تضطلع بدور من النادر أن تقوم به الإدارات، وأعتقد أن أمر تغيير المدرب في القلعة الجزراوية بات قريباً، خاصة أن إمكانيات بوناميجو لا تتناسب كليا مع ما يريده الجزيرة. الجزيرة، سيكون رقماً صعباً في المنافسة، وتدلل على ذلك أرقامه التي توحي بأشياء، فالفريق فاز خارج ملعبه أكثر مما فاز فيه، بواقع 5 مباريات على ملاعب المنافسين، و3 باستاد محمد بن زايد، ومع إضافة بعض الرتوش، وربما التخلص من الأثقال التي تعيق الفريق، ومنها بالمناسبة فرناندينيو الذي لم يكن خياراً موفقاً، ربما تحدث الانطلاقة. بقي من ثلاثي الصدارة الأهلي، وأحسب أن أزمته في نفسه، فقد عاش في وهم ملعبه، حتى صدق أن الملعب هو سر «اللعنة»، وحتى قال كيكي إن اللاعبين تأثروا بعقدة ملعبهم، الذي لم يفز الفريق عليه سوى في مباراتين، ليغنوا مع من غنى: «أنا سبب نفسي بنفسي»، لكن الفريق رغم كل شيء مؤهل للنهوض، بشرط أن يتخلص أولاً من الهواجس التي لم يصنعها سواه. كلمة أخيرة: الخديعة الكبرى.. أن تخدع أنت نفسك mohamed.albade@admedia.ae