تقاس قدرتك على النجاح، بقدرتك على التجرد، وعدم العناد، والأهم بالثقة في النفس، فهي الركيزة، والحكمة تقول «رأيك بنفسك أهم من رأي الآخرين فيك»، ولذا لا أجد مبرراً لما فعله الشعباوية مع نهاية الدور الأول بإقالة مدرب الفريق، البرازيلي سيرجيو، بعد الخسارة من الشباب بالثلاثة، حتى لو كان القرار صحيحاً من الناحية الفنية، لأن هذا ليس وقته، ولأن آفة الشعب لم تكن أساساً في مدربه، وأكثر الشعباوية يعلمون ذلك، والأهم لأن إدارة النادي وطوال الفترة السابقة، تصدت لكل ما يمكن أن يقال عن رحيل سيرجيو أو تغييره، وتحدت الجميع وجماهيرها، حتى كاد الناس يركنون إليه، ويصدقون أن هناك سبباً فنياً وراء بقائه، أو أن الآفة فعلاً ليست فيه، وأن يد التغيير قد تمتد للصفوف بفترة الانتقالات الشتوية، فإذا بالمدرب هو الضحية. من أول خسارة للشعب، وسيرجيو يقول أنا مستعد للرحيل وجاهز للإقالة، ومن أول يوم أيضاً وإدارة الشعب تجدد الثقة فيه، وتدافع عنه، ومن أول يوم، ونحن نرى فيما يقوله الشعباوية منطقاً، فأن يكون هناك قرار أفضل من أن تنساق خلف الرغبات، طالما أنك تعرف على ماذا ترتكز، وما هي أسبابك، ومرت الأيام حتى بلغت السبعين منذ الفوز على دبا الفجيرة، و«الكوماندوز» لم يحقق فوزاً واحداً ونال عشر هزائم متتالية، لكن القاسم والمشهد الكثير أنه كان دائماً يسجل ولا يفوز، حتى أصابه العقم أخيراً أمام الشباب، فكان قرار رحيل سيرجيو، الذي أعتقد أنه لم يكن للخسارة وإنما لعدم التسجيل. في المباراتين اللتين سبقتا مواجهة الشباب، تقدم الشعب على الجزيرة وعلى الوصل بهدفين، لكنه خسر في النهاية بالثلاثة، ولو كنت حارساً ما حدث ذلك، ولو كنت مدافعاً «لعضضت على الفوز بالنواجذ»، وما تركت للفريقين الفرصة للتقدم، لكن حدث أن انقلبت الأمور، في مؤشر واقعي على موطن الخلل، وأنه ليس في المدرب، حتى لو ناله قسط منه، لكنه متغلغل في الدفاع تحديداً، والذي يهدر في كل مرة طاقات الهجوم، وما أصدق ما قاله مشجع شعباوي، فبدا وكأنه حكمة: «الشعب من الممكن أن ينافس في دوري المحترفين بالهجوم، ويهبط إلى الهواة بالدفاع». 12 جولة من الإخفاق ولم تُقل إدارة الشعب مدربها، ثم عادت أمس الأول وفعلت ما تحدت بسببه الجميع.. قد يقول قائل إن الفرصة باتت مواتية للتغيير مع نهاية الدور الأول، ولكن حتى هذا الطرح غير مقبول، فموطن الخلل لا يجب أن يستمر، ولو أن المدرب هو المعضلة، فما كان أغنى الشعب عن أن يقطع 12 مباراة من دون فوز، وربما لو غيره من قبل، للحق منها ثلاث أو أربع، بدلاً من تأجيل كل هذا العبء الثقيل ليتحمله المدرب القادم، ولا أحد يدري إن نجح فيه أو أخفق، خاصة إذا ما استمرت المعضلات الأخرى في الفريق. الفريق الشعباوي، عُرف عبر تاريخه بأنه نموذج الدفاع، وحتى كل من يجيد في هذا اللون من اللعب، كنا نسميه «شعباوياً»، ومرت الأيام، وانقلبت الأمور رأساً على عقب، حتى أصبحت أزمة الشعب في الدفاع. كلمة أخيرة: القرار.. أول السطر وآخره أيضاً mohamed.albade@admedia.ae