قال ابن شُبْرُمة: إذا سَرك أن تَعْظُم في عَيْن مَن كنتَ في عينه صغيراً، ويَصْغُرَ في عينكَ من كان في عينك عظيماً فتعلم العربيةَ، فإنها تُجْرِيك على المَنْطِق وتُدْنِيك من السلطان. وقال ابن سِيرينِ: ما رأيتُ على رجل أحْسن من فَصَاحة، ولا على امرأة أحسن من شَحْم.. وقيل النحو في العِلْم بمنزلة المِلْح في القِدْر والرامِكِ في الطيب، ويقال: الإعرابُ حِلْيةُ الكلام ووَشْيُهُ.. وقال بعضُ الشعراء: النحوُ يَبْسُطُ مـن لسانِ الألْكَنِ والمـرءُ تكْرِمُــه إذا لم يَلْحَن وإذاطلبــــــتَ مـــن العلــــوم فأجَلها منهــا مُقِيمُ الألْسُن وقال رجل لأعرابي: كيف أهلِك، بكسر اللام. - يُريد كيفَ أهلُك - فقال الأعرابي: صَلْباً، ظن أنه سأله عن هَلَكَته كيف تكون.. وقيل لأعرابي: أتتهْمِ إسراييلَ قال: إني إذاً لرجلُ سُوءٍ؛ قيل له: أتَجُرُّ فِلَسْطِين قال: إني إذاً لَقَوِي. وقيل لآخر: أتَهْمِز الفارةَ فقال الهِرةُ تَهْمِزُها. وقيل: كان بِشرٌ المَريسِي يقول لأصحابه: قضى الله لكم الحوائجَ على أحسِن الوجوه وأهنؤُها؛ فقال قاسم التّمار: هذا كما قال الشاعر: إنَ سُلَيْمَيِ واللــــه يَكْلَؤُهــــــا ضَنتْ بشيءٍ ما كان يَرْزَؤُها وقال عبدُ الملك: اللحن في الكلام أقبحُ من التفتيق في الثوب النفيس. وقال أبو الأسود: إني لأجِدُ غَمْزاً كَغَمز اللحم. ودخلِ أعرابي السوقَ فسمِعهم يَلْحَنُون، فقال: سبحانَ اللِّه! يَلْحَنُون ويَرْبَحُون ونحن لا نلحَن ولا نربَح! ودخل رجل على زِيادٍ فقال له: إنّ أبينَا هَلَك، وإن أخِينا غَصَبنا على ميراثنا من أبانا، فقال زياد: ما ضيعتَ من نفسك أكثرُ مما ضاع من مالك.. وسَمِع أعرابي والياً يَخْطُب فَلَحن مرّةً أو اثنتين، فقال: أشْهَدُ أنك مَلَكتَ بقَدَر. أمَّ الحجّاجُ قوماً فقرأ و«العاديات ضبحاً» وقرأ في آخرها «أن رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ» بنصب أن، ثم تنبه على اللام في لَخَبِير وأنّ «إنّ لما قبلها لا تكون إلا مكسورة فحَذَفَ الّلامَ من خبير، فقرأ «أن رَبهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذ خَبِير».. قال أبو زيد: قلتُ للخليل بن أحمد: لِمَ قالوا في تَصْغير واصل أويصل ولم يقولوا وَيْصِل فقال: كَرِهوا أن يُشَبَّهَ كلامهُم بنبح الكلاب. فوزي معلوف: تاللَـه لا نرتقـــي إلا متــى اتحـــدت تلـك المـآذن فـي الأوطـان والقبـب ولنكـــــرم العلــم أيّاً كــان مصــدره فإنـــــه للتآخـــي والعلــــى ســبب لا ديـن للعلـم فـي الدنيـا ولا وطــنٌ فالعلم كالنــور لــم تحصــر بـه تـرب ولتسـتعد لغـة الضـاد التـي دعيـت أم اللغــــات شــباباً بـرده قشــــب إن لم نكـن كلنـا فــي أصلنــا عربــاً فنحــن تحــت لواهــا كلنــا عـــرب إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae