تلوين السيارات، بصور من أسسوا وشيّدوا وأنجزوا وأكسبوا وكسبوا الود، وفازوا بالمحبة، هو استفتاء شعبي بوضع القيادة، ما بين الرمش والرمش، ورفعها على قائمة الفائزين بجنة الحب، ونعيم الانتماء إلى القلوب، ودروب التواصل والتأصيل، وجميل العلاقة ما بين القمة والقاعدة، ونبيل وفضيل السبيل الذي تمضي إليه مشاعر الناس في بلادنا.. واللافت للنظر أن هذا الاستفتاء شمل المواطن والمقيم على حد سواء، تأكيداً للمعاني الجميلة التي رسمتها القيادة، والتي كرّسها المؤسس، الباني في النفوس والرؤوس. هو استفتاء ندر نظيره في العالم أجمع، أن تأتلف مشاعر كل من يسير على أديم هذه الأرض، ومن دون تفريق أو تمييز، فالكل قال نعم: بعفوية الانتماء وسجية الاحتواء، ولم يطلب أحد من أحد، أن يقول لا أو نعم، وإنما الاجابة جاءت هكذا بختم المشاعر الدفّاقة والأحاسيس الرقراقة، مدفوعة بقوة المعطى الواقعي وما يقدمه الوطن للإنسان، من أمثلة على التآخي والتصافي، والتآلف والتكاتف، والانتماء الحقيقي من دون شعارات أو بهارات أو مغريات.. الناس يحبون الوطن وقيادته، وهم يقرأون الواقع المحلي والاقليمي الدولي، ويرون ما يراه النائم في الكوابيس، في تلك الأقطار التي أصبحت تنقلب على نار وأوار وأطوار، وعار، وانهيار أرضي يوشك أن يبتلع البشر والشجر والحجر، ولم يبق أمام الإنسان في هذه الدول، غير أمل أشبه بالظلام المنهمر. ونحن نتابع المشهد الإماراتي، نطالع صفحات السيارات، وهي ترفع المحيا والتحايا، عالية غالية، نشعر بالفخر والاعتزاز، نشعر أننا أمام منجز إنساني، لا مثيل له، ونموذج فريد عتيد، يند بالقصيد ويروي الوريد، بمعانٍ لا يعرفها إلا من احتله الحب، واستولى على مشاعره، وصفّدها بأوراق الحياة. مشهد يغري ويثري، ويسري ويطري، ويمارس حرقة الانتماء لوطن، زرع الحب أشجاراً وارفة، ورسم الصورة لوحة تاريخية مشرِّفة، وسدد الخطوات باتجاه آفاق مدنفة، ومد الشراع عالياً، يحث وينث ويبث اللواعج الغارفة، ويمضي لأجل الناس جميعاً، لأجل كون خيمته غيمة عازفة. مشهد إنساني حضاري، يقدم دروساً في الوعي، بأهمية التعاضد ومحاذاة الأكتاف بالأكتاف لينهض الوطن، متكئاً على مشاعر ومسابر، وأواصر ومنابر، بقوة المعنى وقدرة الانتماء.. مشهد يفصح جلياً، كيف يصنع الحب أوطاناً، وكيف الوعي يصيغ إنساناً، وكيف اللحن العفوي يثري أشجاناً، وكيف الإحساس العذب يروي أغصاناً، ويرفع أفناناً.. مشهد يسفر عن وشائج لم تسق بالشعارات، وإنما رويت بماء المكرمات، وشهامة الرجال النجباء، يسخرون العمر والفكر والدهر، سهراً على رعاية وحماية، والعناية بشأن الإنسان وشجنه. علي أبو الريش | marafea@emi.ae