عاشت الإمارات أمس ليلة لا تنسى من ليالي مجدها وعزها العديدة التي تتوالى في ظل قيادتها المحبة، وذلك في حفل تسليم جائزة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية لعام 2012 إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، ليتابع العالم أجمع بلدنا الآمن المطمئن، وهو يحتفي بأمه ونبع خيره المعطاء الذي أفاض خيراً علينا وعلى الدنيا من حولنا. بالأمس، كان لي شرف اللقاء بالشيخ أحمد الفهد رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (انوك)، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية، والذي أناب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية لتقديم الجائزة الرفيعة، وكنت كم سعيداً بكل حرف يقوله عن الجائزة وقيمتها، مثلما كنت سعيداً بفخره الواضح بأن يكون ممثل هذا الصرح العالمي في تقديم الجائزة لـ«أم الإمارات». الجائزة التي توجت كل الإماراتيين، منحتها اللجنة الأولمبية أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ولعل ذلك يعكس ما تعنيه، فإذا كانت «الأمم المتحدة» معنية ومشغولة بشؤون وهموم العالم السياسية، فإن «أم الإمارات» بما قدمته للشأن الرياضي والثقافي والاجتماعي، سارت جنباً إلى جنب وبالتوازي مع ما تقدمه الأمم المتحدة.. ترى كم هو هائل ما قدمته «أم الإمارات»، وكم هو عظيم ما بسطته من أسباب التفوق والإبداع للمرأة العربية والإسلامية! الفهد تحدث عن هذا الرافد الإنساني الموجود بالإمارات، والذي يفيض خيراً وعطاء وينشئ مجتمعاً مدنياً حديثاً، فكان بذلك يتحدث عن فائدة لم تجنها المرأة وحدها، وإنما شاركها الرجل فيه، فالمرأة هي الأم وهي الأخت وهي الابنة وهي الزوجة، ولا شك أن ما تحققه من مكاسب يصب في صالح الأسرة بمعناها الشامل ويساهم في بناء أجيال واعدة، تحمل على عاتقها مسؤولية العبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان. كلنا فخر بهذه الجائزة لأنها جاءت كاشفة للطريق الذي نسير فيه، لتقول لنا إننا نمضي على الطريق السليم، وإن الرواد يعرفون إلى أين نسير، لأنهم يستمدون أفكارهم من نبع رائق، هو النبع ذاته الذي أهدانا اتحادنا، وهو النبع ذاته الذي نثر ينابيعه في أرجاء الإمارات، الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أسس مع الاتحاد، جذور المحبة، ومد يده بالخير إلى العالم، فترك لنا إرثاً أغلى من المال ومن كل كنوز الدنيا، نجني ثماره اليوم حب العالم وتقدير الأسرة الدولية. بالأمس، كانت ليلة الأسرة، في حب «أم الأسرة الإماراتية» التي تمنحنا السعادة كل يوم، بحضورها بيننا، بانشغالها بنا، بتبنيها كل قضايا بنت وفتاة وسيدة وطفل الإمارات، بصاحبة المبادرات التي لا تنتهي، والعطاء الذي لا ينضب والحب الذي يتسع للوطن بكل ما فيه ومن فيه.. بالأمس، كانت ليلة العرفان لمن طوقت أعناق الجميع بالجميل.. بشريكة «زايد» و«أم شموسنا».. بالأمس أدركنا كيف أننا لا نفطن كثيراً لمن يعطي ولا ينتظر الثناء.. أدركنا كيف أن يداً حانية تَرْبُت على أكتافنا كل صباح، وتهدهد أحلامنا، وتشرق مع الشمس، دفئاً وخيراً.. حفظك الله يا أمنا وأطال في عمرك، وجزاك عنا خير الجزاء. كلمة أخيرة: نعم «من زرع المعروف حصد الشكر» محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae