الفرصة.. من يمنحها لمن؟.. هل هي عصا سحرية بيد المدرب، يمررها على من يشاء، فيمنحهم «بركاته» وبعض فنه وسحره، فيتألقون ويبدعون، وينزلون إلى الملعب كالخيول الجامحة، يأكلون الأخضر واليابس ويحرزون الأهداف، أم تراها بيد صاحبها.. هو من يستدعيها ويحصل عليها ويفرض نفسه بعد ذلك؟ قفزت إلى ذهني هذه المعادلة، بعدما قرأت ما أثير عن أحمد خليل، وضرورة أن نسانده وأن نقف إلى جانبه، وذلك بعدما اعترف اللاعب، أنه ربما تكون ثقته بنفسه قد ضعفت أو وهنت، الأمر الذي تسبب فيما يحدث له من عدم توفيق، فلم يظهر أساسياً هذا الموسم سوى في مباراتين، ولم يسجل إلا في الرديف، ويواجه سيلاً من الانتقادات كما قال البعض، وكل ما في الأمر من وجهة نظري أننا نسيناه من طول الغيبة، ومثل أحمد خليل لا يجب أن ينسى.. أما مسألة أنه واجه سيلاً من الاتتقادات فلم يحدث، ولم يتجاوز الأمر حد السؤال عنه، أو تعليق المدرب على مستواه. وبالعودة للمعادلة، تصبح المسألة برمتها بحاجة إلى وقفة، سواء من اللاعب نفسه أو من المدرب أو إدارة ناديه، الأهلي، كما أنه علينا النظر إلى الأمر كظاهرة، فيها لاعبون غير أحمد خليل، هم من لاعبي المنتخب، ومن جيل المنتخب الأولمبي صانع الإنجازات، باتوا خارج الصورة بشكل أو بآخر، باستثناء قلة منهم، يدافعون عن فرصتهم وعن وجودهم، أو أن ظروف ناديهم تبقي عليهم في المشهد حتى الآن، في انتظار أن يأتي -ربما- من يحجبها عنهم. راجعوا معي نجوم هذا الجيل، والذي ضم بأساسييه واحتياطييه، قبل بداية كأس آسيا للشباب التي توجوا بلقبها اللاعبين: يوسف عبد الرحمن، أحمد محمود، محمد خلف، سعد سرور، محمد جابر، ناصر مبارك، حارب محمد، محمد فوزي، محمد جمال، محمد عبيد، راشد عيسى، ماهر جاسم، حمدان الكمالي، أحمد خليل، أحمد علي، عامر عبد الرحمن، نادر محمد، اسماعيل محمد، خميس اسماعيل، عبد العزيز حسن، بدر عبد الله، سالم صالح، سلطان المنهالي، حبيب الفردان، وعمر عبد الرحمن. هذه هي الأسماء التي بدأت مسيرة الجيل المظفر، وكان معهم الراحل ذياب عوانة «رحمة الله عليه»، وسأترك لكم المجال لتتعرفوا على الأسماء، ومن بقي ومن غاب، وإن كان بعضهم غاب حتى قبل أن تبدأ البطولة الآسيوية وقتها، ولعل من الغرائب، أن لاعباً مثل عمر عبدالرحمن الذي يعد واحداً من ألمع نجوم هذا الجيل في الوقت الحالي، لم يشارك وقتها في البطولة الآسيوية، التي حصل أحمد خليل فيها على لقب الهداف، واستأثر منتخبنا تقريباً -وقتها- بكل الألقاب المتاحة. ليس خليل وحده الذي غاب، فهناك غيره لم نعد نسمع عنهم، وهناك من باتوا يكتفون بدقائق معدودة، قد يكونون فيها عبئاً على فرقهم، وهناك من تشبع باللعب وهو السبب الرئيسي فيما أصاب هذه النخبة من اللاعبين، وهناك من لا مجال للاستغناء عنه، ولو استطاع المدرب وامتلك البديل لاستغنى عنه على الفور، وهناك من اللاعبين المواطنين، من يتقدمون الأجانب في أنديتهم، ويبقى الجهد هو الفيصل، والقتال للحصول على الفرصة، والشجاعة في أن تواجه لا أن تهرب أو تنام. كلمة أخيرة: لا تلم الآخرين لتقصيرهم معك طالما أنك مقصر مع نفسك mohamed.albade@admedia.ae