الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التلاسن غير المبرر

6 يناير 2013 13:33
ها هو سيناريو التلاسن يعود من جديد، وتقريباً من الشخصيات نفسها، وبعض القنوات الرياضية التي اعتدنا منها أن تتنشط خلاياها أثناء دورة الخليج العربي، كلاكيت من الصبغة نفسها والإعداد والتأليف والإخراج، حالة غير طبيعية من التلاسن غير المبرر الخالي تماماً من الحفاظ على الذوق العام والحفاظ على العادات والتقاليد، تلاسن يجب الوقوف عنده وتحليل أسبابه. هناك شخصيات اعتادت على فرد عضلاتها أثناء دورات الخليج العربي! شخصيات تعتقد أنها ستخطف الأنظار، دون أن تراعي أبداً أواصر المحبة والإخاء التي تجمع أبناء الخليج العربي بعضهم ببعض!. لنرجع قليلاً ولنتذكر الشخصيات الشامخة التي ستظل صورها عالقة في أذهان جميع أبناء العمومة، لنتذكر أيام الشهيد فهد الأحمد طيب الله ثراه، وصاحب السمو الملكي فيصل بن فهد طيب الله ثراه، وكثير من الشخصيات، كان يوجد بينهم تحد ومنافسة، والكل منهم يلعب التكتيك المناسب الذي بإمكانه أن يخدم منتخب وطنه، ولكن هل وجدناهم يخرقون العادات والتقاليد (لا والله).. كانوا عمالقة وجبالاً شامخة، سرعان ما نراهم يتحدون، وسرعان ما نرى الابتسامة تتلألأ في محياهم. بالطبع لازدياد القنوات الرياضية الخاصة الدور الأكبر وهي اللاعب الأساسي في معادلة التلاسن غير المبرر، الأمر وصل إلى ذروته، وأصبح من يملك أي جزالة للفظ الجارح يكون هو «رامبو زمانه»، وهذا أمر مؤسف ويندى له الجبين. من المفترض أن تسخر القنوات الخاصة الرياضية عملها في رفع مستوى المشاهد الذي هو بحاجة إلى أن يسمع الحديث الذي يثقفه ويوعيه، ولو كان هناك خلاف أيضاً فهو أمر مقبول، ولكن متى ما وصل الاختلاف في وجهات النظر إلى خلاف وتلاسن، فتلك هي المصيبة.. أقولها وبكل صراحة بعد أن «بلغ السيل الزبى»، إن الموضوع وصل إلى حد لا يطاق، بالدخول في الذمم وتوجيه الاتهامات التي لم نعتد عليها.. هل هذه شيمنا؟ هل هذا ما جبلنا عليه وتوارثناه من أجدادنا وآبائنا؟ وهل هذه هي الأهداف التي نشأت من أجلها بطولة دورة الخليج العربي؟. لنرجع إلى فطرتنا الإسلامية، حيث لغة الاحترام.. لنرجع إلى احترام الذوق العام والخاص، ولنبتعد عن التهريج والمهاترات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. أدرك أن الحق مكفول للجميع للدفاع عن ألوان وطنه، ولكن ليس بالشتم والإساءة إلى الآخرين، وبالطبع ما طرحناه لا يمثل الكل، فهناك قنوات رياضية خاصة ذات قيمة ودائماً ما تقدم الطرح الراقي والمفيد، وكل ما نتمناه هو انتقال تلك العدوى لبعض القنوات التي عودتنا دائماً بث سمومها من أجل تمزيق العلاقات التي تجمع بين أبناء مجلس التعاون الخليجي العربي. أتمنى ومن كل قلبي ألا يكون للخلافات مكان، وأن تتسع المساحات القلبية، التي كانت وما زالت بإذن الله السمة البارزة للإخوة الأشقاء أبناء الخلج العربي، وللحديث بقية طالما في العمر بقية. عبدالله بونوفل (البحرين)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©