اختيار النجم محمود عبد العزيز لجائزة “إنجاز العمر” التي يقدمها مهرجان دبي السينمائي، اختيار أكثر من موفق وصائب، فهذا النجم بكل المقاييس نجم على مستوى عالمي، وفنان لا يقارن به أحد، فقد استطاع بعد مشواره في الفن أن ينحاز لمشروعه الفني الخاص، بعد تراكم من التجارب الفنية في التلفزيون والمسرح والسينما، وبالذات بعد فيلم “العار” ويؤسس لنفسه شخصية متميزة في فن التمثيل، قادر على أن يبهرك بالكوميديا غير المبتذلة، ويمكن أن يصعد بك حد التألق في الدراما، كما أنه قادر على أن يأخذك بتلقائيته في تقمص الشخصيات والأدوار المركبة، كان يمكن أن يحجز له مكاناً كبيراً لو أنه اتجه للسينما العالمية، فإمكانياتها الكبيرة الفنية والتقنية يمكن أن تعطيه ثقلاً وحضوراً، ووجود مخرج بارع، وسيناريست متمكن، كان يمكن أن يعطي لأسمه صيتاً وصدى عالمياً في الفن السابع، محمود عبد العزيز وحده في الأمام ممن يستحق هذه الجائزة التي ربما تأخرت قليلاً!
تابعت أكثر من جريدة عربية خاصة، ومواقع عربية غير رسمية لفترة من الزمن متقطعة في محاولة لدراسة توجهات القراء العرب من أماكن مختلفة، وهي دراسة ليست متعمقة، إنما يمكن أن نطلق عليها استنطاقاً أو استقراء لحال القراء العرب، ومدى إقبالهم - بعض المواضيع عدد المطلعين عليها بمئات الألوف- ومدى خبث وسائل الإعلام في تعاملها معهم، وتواطئها في تلبية رغباتهم الدفينة، فكانت العناوين الجنسية والمثيرة هي التي تتصدر اهتمامات القارئ العربي في المقام الأول، وجاءت أخبار الفضائح الجنسية والاجتماعية والسياسية ثاني اهتماماته، وجاءت الأخبار الفنية، والجرائم في دائرة اهتمامه الثالثة، وهذه عينة واحدة من اهتمامات القارئ العربي التي لا نعرف إن كانت متأصلة في داخله، وتعبر عن دوافعه، ومكامن نفسه؟ أم هي مسيسة كغيرها من الأمور يراد بها تخديره، وإلهاؤه عن واقعه المرير، وبعده عن المسؤولية المجتمعية:
- ابن وزير... يظهر في فيديو جنسي، ورئيس الوزراء يحضر حفل زفافه!
- العارضة الحامل ماريسا ميللر تتعرى على غلاف مجلة...!
- انتحار فنانة في يخت الأمير...!
- حبة خضراء صينية تجلب السعادة الزوجية!
- ضبط شبكة دعارة تضم فنانين وفنانات، بينهن متحجبات!
- شيخ دين يقول لفنانة: إن دخلت ميدان التحرير فلن تخرجي إلا حاملاً!
كانت تلك عينة بسيطة، في حين غابت العناوين السياسية وأخبار تداعيات ثورات الربيع العربي، والأخبار الساخنة من سوريا، وأخبار المكتشفات العلمية والطبية المذهلة لإسعاد البشر والتخفيف من معاناة الإنسان، والصراع الدولي لغزو الفضاء الخارجي، وأخبار اكتشاف بدائل للطاقة، وبوادر انهيار مالي عالمي أشبه بالأيام السود، يبدو أن العرب ظاهرة شهوانية!



amood8@yahoo.com