في أمسية جميلة من أماسي إمارات المحبة، تفاعل جموع الحضور مع الاحتفالية التراثية الجميلة بمناسبة اليوم الوطني المجيد التي احتضنها نادي أبوظبي للفروسية، تحت عنوان “كلنا فدا الوطن”، وزانها وزادها جمالاً وتألقاً حضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي حرص على مشاركة”اليّويلة” الأداء الرجولي فرحاً وطرباً بالمناسبة الوطنية الجليلة، واعتزازاً وفخراً بهذا اللون من ألوان الفنون التراثية الإماراتية الأصيلة.
توالت اللوحات موشاة زهواً وحبوراً، تعبر عن صور التلاحم الوطني الذي يميز مجتمع الإمارات والتفافه حول قيادته، وتسابقه لافتداء الوطن بالغالي والنفيس، حباً ووفاء وولاء وانتماء، تستحضر البدايات الأولى، تصوغ من حكم حكيم العرب القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أولى اللوحات التي تستعرض إنجازات رحلة عطاء متصل، توجتها مبادرات قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ليظل صرح الإمارات شامخاً ومنارة جود وخير ورخاء.
ومضت الصور واللوحات متسارعة الوقع والإيقاع، آسرة حشود جاءت من كل مناطق البلاد لمتابعة الاحتفالية القشيبة على ترانيم كلمات الشاعر المبدع جمعة بن مانع الغويص، والموسيقى العسكرية التي أضفت أجواء حماسية على المكان، وزادت من تفاعل المتابعين لمشاهد تتوالى، تروي قصة إرادة وتصميم أبناء الإمارات على تعزيز ما تحقق لهم في مسيرة الخير والعطاء والعزم والإصرار لتحقيق المزيد على طريق الصدارة والإنجاز والتميز للوطن، وتبرز أجمل معانٍ سجلها أبناؤه.
وكان لافتا إبراز معاني التضحية والفداء للوطن، والاعتزاز بدور القوات المسلحة التي كانت دوماً الحصن المنيع والسياج الواقي ودرع الوطن، والفخر والإعزاز للمنتسبين لمصنع الرجال وعرين الأسود الذين كان لهم دورهم الواضح والمميز، حاملين أرواحهم على أكفهم، أينما نادى الواجب، عوناً وسنداً للشقيق والصديق في أصعب الظروف وأكثرها تعقيداً في مناطق عدة من المنطقة الخليجية والعربية والعالم، محطات ووقفات مضيئة تشهد بإسهامات صنديد الإمارات، يمدون يد العون والمساعدة للمحتاج وإغاثة الملهوف، تجسيداً لنهج قامت عليه إمارات الخير والعطاء، ليعم جود هذه الأرض بخيره الجميع، من دون تمييز للون أو معتقد أو عرق.
كما كان لافتاً تمحور الاحتفالية حول التراث الإماراتي الأصيل، وإبراز أهم مكوناته وفنونه و”العيالة” على وجه الخصوص، وكذلك أداء النعاشات الذي يعبر عن مكانة المرأة ووجودها إلى جانب الرجل منذ مراحل مبكرة من التاريخ، تحفز الرجال سنداً وعوناً حتى في ساحات الوغى. وتلك اللوحات التراثية الفنية في مجملها، اختزال لارتباط وتمسك أهل الإمارات بالتراث، باعتباره من أهم مكونات ومظاهر الهوية الوطنية، والمحافظة عليه على الرغم من الرياح العاتية للعولمة من دون انغلاق وجمود، وإنما تفاعل وتواصل مع ثقافات وحضارات الآخرين، وتوظيف هذا التنوع لصالح النهضة الشاملة للبلاد.
فتحية تقدير وامتنان للمنظمين والمشاركين في الاحتفالية، تتردد أصداؤها وتنثر عبق أريج في حب الوطن.
إضاءة من الاحتفالية:
عن صقور الدار بشر وطنا والزعيم
جيشكم يا سيدي جيش من صفوة حرار
من عطاك العهد ما لان لرأي الغشيم
تنفني الأرواح من دونك ودون الديار


ali.alamodi@admedia.ae