مرة أخرى تتصدر مدن الإمارات مدن الشرق الأوسط قاطبة في مستوى المعيشة وجودة البنى التحتية بحسب مؤشر ميرسر العالمي والذي تناول بالدراسة والفحص والمقارنة 221 دولة حول العالم لتكون دبي وأبوظبي بالمركز الأول أوسطياً والـ73 والـ 75 عالمياً، مرة أخرى تقدم الإمارات دليلاً قاطعاً على تميزها وتفوقها على كل مدن الشرق الأوسط بما فيها تركيا وإسرائيل، فدبي وأبوظبي أفضل مدينتين وبلا منازع من حيث تمتع الناس بحياة ومستوى خدمات وبنية تحتية لا تضاهى، جاء هذا التقييم بعد أن حظيت اثنتان من جامعاتنا بشرف الدخول ضمن تصنيف الجامعات الـ 500 الأفضل على مستوى العالم، ما يعني أن الإمارات ليست كما يتصور البعض مجرد مدن نفطية استهلاكية تعوم على عوائد البترول دون أن تحقق منجزات قوية في عالم التنمية الحقيقية.
هذه الحقيقة ستتعزز بمنجزات أخرى قادمة تضيف إلى ما هو موجود، وتعزز ما تم تحقيقه على مستوى التنمية البشرية والتنمية المستدامة، وأن المتأمل في حقيقة أوضاع المنطقة والشرق الأوسط يتأكد له أن الإمارات - وربما دول قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة - من أكثر دول العالم تصدراً لمؤشرات الرفاهية وجودة المعيشة والخدمات ووفرة التقنيات ومستوى الأمان وارتفاع الأجور ورضا الأفراد عن نوعية الحياة التي يتمتعون بها، وبشكل يمكن مقارنته بما يتوافر في أعرق دول الغرب بل ويمكن أن يكون أكثر تفوقاً!
مع كل هذه النجاحات التي تحققها الإمارات على مستوى العالم كمدن قادرة على التواجد عالميا ومنافسة أعرق المدن وأقدمها وأكثرها حضارة وتقدماً، ومع كل ما يحققه شباب الامارات في المحافل العالمية سياسياً واقتصاديا وعلميا، فإن الإمارات تتمتع بنظام سياسي يحظى بقبول والتفاف اجتماعي مشهود تشهد به كل مظاهر الاحتفالات والأفراح والمشاركات.
فالإمارات تنفرد بنظام وقيادة سياسية تنتهج مشاركة الشعب في كل مناسباته، أفراحه وأحزانه وولائمه ونجاحاته، إن الصورة التي لا تغيب عن ذهن أي مقيم على أرض الإمارات هي صورة رموز القيادة السياسية وهم يتحركون بين الناس كأفراد عاديين بعيداً عن هالات الرئاسة وأبهة الحكم واحتياطات الأمن المبالغ فيها، تلك الحالة من كسر ثقافة الصمت وعدم الاقتراب من شخص الحاكم قد أرست لعلاقة مرنة وحقيقية بين الناس وحكامها بعيداً عن التصنيف السياسي للحكم ونوعيته، (في اليابان مثلا يعتبر الامبراطور ابن الالهة ولا يجوز النظر الى وجهه) إن اختيار نوع نظام معين سياسياً ليس هو الغاية في نهاية الأمر، لكن الغاية هو أن يتحقق للناس وللمجتمع الصالح والمصالح المثلى التي يطمحون إليها من خلال هذا النظام أو ذاك.
لقد سئل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن الرسالة النصية التي هنأ من خلالها شعب الإمارات وكل مقيم على أرض الدولة باليوم الوطني الحادي والأربعين فلم يتحدث عنها بتضخيم ولا بعظمة وامتنان بل قال ببساطة إنها مجرد تعبير بسيط عن رغبته في مشاركة الناس أفراح الإمارات
“إن هذه البساطة واحدة من سمات ابناء الإمارات قيادة وشعباً، وبهذه البساطة يحظى الإماراتيون بمحبة من يعرفهم ويتعامل معهم وتحظى قيادته باحترام الشعب ومحبته واحترام العالم أجمع.


ayya-222@hotmail.com