الوطن شجرة نخيل وشجرة غاف، الوطن راية وسارية تعانق كبد السماء. الوطن فرحة وابتسامة للفجر والمطر، ويد تعمل وتبني، لأرض واحدة، وطرق واحدة، الوطن حلم طفل بأن يسكن القمر، وأن يحمل الشمس في الكف. الإمارات اليوم نجم سارٍ إلى البعيد متوحداً مع زرقة السماء وصفاء البحر الأزرق... مسار واحد لا يفرقه أحد ولا يجزؤه أحد، إنها الأرض عندما تحتضن الأبناء مثل أم رحوم ووافرة العطاء.. عندما تحنو الأرض على الأبناء فإن الحب بالتأكيد يقابله الحب والعشق والجمال. هذا العام الفرحة أعظم وأكبر، وأكثر وضوحاً في أرجاء الوطن، لأن إنسان الإمارات يشعر بأن الأيادي الكريمة تبني هنا وتدعم هناك، وتحتضن الأبناء بقلب رحوم، إن صدى بناء المساكن وتقوية البنى التحتية للمدن والقرى كافة، وشق الطرق وتعمير السدود، والانتباه أن الأسرة في الإمارات تكبر سريعاً ويتعدد أفرادها، ويصعد الأبناء إلى إنشاء أسر جديدة، ويحتاجون تعميراً لمسكن لهم على مدار كل عشرين عاماً، بينما توقف بناء المساكن في مناطق كبيرة ومدن عديدة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، لذلك جاءت مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، كبشارة ودعم للأسرة الإماراتية، وجاءت أيضاً مصاحبة للعيد الوطني، مما دفع بأن يكون اتساع الفرحة كبيراً وعظيماً، وهذه الغبطة التي تعم الوطن والناس جميعاً هي دليل قوي أن طريق التعمير والبناء والانتباه إلى المتغيرات الاجتماعية هي التي يجب أن تكون في المقام الأول، وهي أكبر أهمية من أي شيء آخر!! انظر لناسك ومجتمعك ودعمه لتنال الحب والرضا والأمن والسلام. هذه الفرحة العظيمة والتسابق لأبنائها عبر رفع علم الإمارات فوق كل بيت وسارية ومتجر وحدها سناء للحب العظيم للأرض ووحدتها، إن طريق الإمارات سائر عبر هذه المبادئ، وهي البناء والدعم الاجتماعي أولاً، ثم النهوض بالجانب العمراني والاقتصادي. لايحتاج الأمر إلى إعلام وإعلان كبير في إظهار حب الإمارات ورفع علمها عالياً فوق هامات السحب، وإنما تغريدة صغيرة من صاحب المبادرة والداعي إليها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وبما أن حب الأرض والوطن ثابت وعظيم في الصدور التي تعشق اتحاد الإمارات ووحدتها، كانت النتيجة كبيرة وواضحة للعيان، لقد تحولت الإمارات إلى بستان زهر مطرز بألوان العلم، كنا نلاحظ فرحة الأطفال والكبار، وحتى الجاليات الأجنبية التي عرفت الإمارات ونالت الاحترام من مجتمعها وناسها، تحتفل أيضاً بهذا الوطن الغالي والعزيز. إنها شجرة الحب والعطاء والجمال وزاد ذلك الاحتفال الاهتمام بالزراعة وغرس أشجار النخيل والغاف، وهما شجرتان عظيمتان حمتا البيئة الإماراتية، وأعطتا الكثير عندما كانت صحراء قاحلة. نعم نشهد أن احتفالية هذا العام مميزة وكبيرة وعظيمة، تتناسب مع حب أهل الإمارات لأرضهم ووطنهم العزيز والممتد من حدود السلع وحتى الفجيرة، دائماً أعطِ الناس الحب، وحقِّق أحلامهم يعشقون الوطن أكثر. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com