قبل عام خسرت السعودية نصف مقعد في دوري أبطال آسيا، وهو ما تم اعتباره تراجعاً خطيراً في مؤشر الكرة السعودية، مما أجبر اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين هناك، تحت وطأة الضغط الإعلامي والجماهير، على بذل المزيد من العمل الجاد نحو التطوير، والقيام بخطوات ملموسة من أجل إحداث التغيير، ولم تمر المسألة مرور الكرام، فقد اعتبروه إنذاراً مخيفاً ويستحق العناء والجهد، أما هنا فسيمر الموقف بسلام، وسنعتبره أمراً سخيفاً وليس سوى نصف مقعد. وللعلم فقط، فقد بدأ العمل على قدم وساق منذ تلك اللحظة على تدارك الأخطاء، وتحسين أنظمة العمل وتجويد الأداء، وزاد الاهتمام بالبنية التحتية، وإعادة بناء الملاعب الكروية وإصلاحها ومعالجة النواقص فيها من ناحية المدرجات أو غرف اللاعبين أو الحكام أو دورات المياه، وتمت دراسة وتنفيذ الملف على كافة الأصعدة، من حيث التراخيص أو القوائم المالية للأندية. وللعلم فقط، فقد ارتفعت قيمة الدوري السعودي 60%، واعتباراً من الموسم القادم ستقوم الشركة الجديدة الراعية بدفع 120 مليون ريال في الموسم الواحد، كما لم يتم إغفال دوري الدرجة الأولى هناك من خلال تأهيل الأندية لتكون شبه محترفة، فتقطع ربع المسافة حتى تتحول إلى أندية محترفة بالكامل بعد صعودها، وهناك شركة راعية لهذا الدوري، أما نحن فقد تجاهلنا المسابقة وأهملنا التنظيم، ونعترف بذلك دون خجل فنطلق عليها مسمى دوري المظاليم. وفي تغريدة كتبها على موقع “تويتر” قال السعودي حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: إن خسارة نصف المقعد قبل عام كانت أفضل شيء حدث للرابطة حيث اظهرت قدرات الشباب السعودي الذي قام خلال عام بجهد جبار”، وبالفعل وللعلم فقط، اليوم هناك 27 شاباً مواطناً سعودياً يديرون العمل التنفيذي في رابطة المحترفين في السعودية، فكم مواطناً إماراتياً يعمل في إدارة لجنة المحترفين هنا؟. ليس في السعودية فقط ولكن في قطر هناك مثال آخر لكيفية اختلاق الأفكار والمبادرات، وللعلم فقط قامت مؤسسة دوري نجوم قطر بالتعاقد مع المدارس في اتفاقية تعاون، تتعهد فيه المدارس بتوفير الطلبة بعد نهاية اليوم لحضور مباريات الدوري، لتحصل المدارس في المقابل على الملاعب والمنشآت الرياضية لتنفيذ الأنشطة المدرسية بالمجان، وبذلك تضرب مؤسسة دوري نجوم قطر عصفورين بحجر، فتجذب الطلبة إلى الملاعب أولاً، وتقوم بدورها المناط بها في إطار المسؤولية الاجتماعية ثانياً. مسك الختام: هذه أمثلة فقط لما قاموا به، وهذه مجرد نماذج لما فعلوه، فما عسى قومي فاعلون؟. Rashed.alzaabi@admedia.ae