عقب تكريم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يوم أمس الأول، بمنح سموه “وسام زايد”، أعرب سموه لممثلي وسائل الإعلام المحلية لدى مغادرته القاعة عن اعتزازه وفخره بهذا التكريم والتقدير، الذي وصفه بأنه” لفتة كريمة من قائد مسيرة الاتحاد”. وعندما سئل عن رسالته النصية التي بعث بها للمواطنين والمقيمين في الدولة عشية الاحتفال باليوم الوطني الحادي والأربعين، قال سموه “إنها كانت أبسط تعبير لمشاركة الجميع في أفراح شعب الإمارات”، بهذه المناسبة الوطنية الغالية والعزيزة والحية في وجدان الجميع.
لقد لامست تلك الرسالة النصية شغاف القلوب، وهي تهنئ الجميع بعيد الوطن، وتتوجه بالتهنئة إلى قائد الفرح في وطن الأفراح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتدعو الكل لتذكر”آبائنا المؤسسين بكل فخر” و”نتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل”.
كلمات قليلة بسيطة كان لها وقع السحر، بما تحمل من معاني الفرح والفخر والاعتزاز بإنجازات مسيرة الحب والعطاء ونبل الوفاء لسيرة الآباء المؤسسين، وهم يروون بالعرق والبذل والعطاء والإخلاص والإيثار شجرة الاتحاد حتى أينعت وأثمرت هذا الثمر الطيب الصالح، وتحولت الشجرة التي تبرعمت على مدار 41 عاما مضت، جنة دانية القطوف دانية للمواطن والمقيم، تحيط بها قلوب المحبة وتذود عنها الأرواح تفتديها بكل غال ونفيس.
لقد أراد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن تصل الرسالة للجميع، حاملا رسالة للجميع، تؤكد حرص القيادة الرشيدة واعتزازها بدور الجميع في بناء الوطن، وما يقدمه للحفاظ عليه واستمرار نهضته وتميزه.
ولعل توظيف الإمارات ما تزخر به من تنوع لتعزيز انطلاقتها نحو منصات الإبداع والتميز والنجاح، يعد أحد معالم وملامح تجربة البناء الوطني وترسيخ مسيرة الاتحاد المبارك الذي نجني ثماره اليوم. وتلك الخصوصية في النسيج الاجتماعي، جعلتنا نشاهد خلال الأيام القليلة الماضية مظاهر عفوية تسابق الجميع من مواطنين ومقيمين على اختلاف ألسنتهم ومعتقداتهم وأعراقهم للتعبير عن الاعتزاز والفخر بما تمثله المناسبة في قلوبهم. هذه المناسبة التي انطلقت برؤى قيادة رسمت من اللحظات الأولى لقيام دولة الاتحاد نهج يكرس قيم التعايش والتسامح والتآلف والتآزر الإنساني والتلاحم الوطني. وكما كان ذلك نهجاً داخلياً ظل محركاً للسياسة الخارجية للإمارات بروابطها الدبلوماسية في مشارق الأرض ومغاربها، وووجودها في ميادين العطاء الإنساني، تخفف معاناة الإنسان في مجتمعات محرومة تكالبت عليها صروف الدهر، من دون تمييز بسبب معتقد أو عرق أو لون.
كانت تلك الرسالة اختصاراً لرسالة حب وإخلاص قام عليه صرح الإمارات الشامخ دائما بإذن الله تعالى. فمن نهل من الحب والإخلاص لا يعرف سوى البذل والعطاء، بالإنسان وللإنسان أينما كان، ويرتفع فوق الضغائن والأحقاد ليتفرغ للبناء والنماء، وإسعاد شعبه وكل من حوله. والله نسأل أن يديم على الوطن وأبنائه النعم، لتتواصل الأفراح في وطن الأفراح، ويحفظ قيادته التي جعلت شعب الإمارات من أسعد شعوب الأرض ولله الحمد والمنة.



ali.alamodi@admedia.ae