الفائزون بجائزة الدولة التقديرية ووسام زايد، نخبة قدمت الكثير للاتحاد، وللإمارات، وما زالت تعطي وتبذل الجهد، وتسجل أنموذجاً لما يجب أن يكون عليه المواطن في الإمارات، جلهم من جيل الاتحاد الأول، وبعضهم واكبوا لحظات ولادته، فكان حضورهم شاهداً على تلك اللحظات التاريخية، لا شك أن فرح الإمارات بهم أكثر، والتعبير عن فخرها بهم أكبر، فالتحية واجبة لهم بهذا الاستحقاق، وقبله ثم بعده حب الوطن لهم.
كانت زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، لمعالي أحمد خليفة السويدي، في يوم الاتحاد وعيد الوطن، لفتة كريمة من رجل كريم لا ينسى الرجال المخلصين الذين كانوا مع زايد الباني والمؤسس - رحمه الله- ولا ينسى رجالاً خدموا الوطن، وتعبوا من أجله في ظروف كانت استثنائية بكل المقاييس، مثل تلك الزيارة لشخصية نبيلة وغير عادية تجبر الدمعة أن تخرّ، ولا عتب على العين، فلمثلهم ولأفعالهم يتسع القلب لكل الخير، ونشعر حينها أن الطريق معشب، وما زال أخضر، وأن الوطن ما زال يكبر ويكبر.
فرح أهل الإمارات والمقيمين فيها باليوم الوطني، حيث عبّروا عنه هذا العام كل بطريقته، غير أن الحب واحد، كل ابتكر وسيلته غير أن رد الجميل واحد، يتساوى من اكتفى برفع علم على منزله مع تلك الأسرة التي كانت تعيش هنا، وتعلم أولادها هنا، وكان رزقهم هنا، واليوم هم هناك في بلدهم، لكنهم لم ينسوا الإمارات، واكتفوا بقالب حلوى وشمعة وعليها علم الإمارات، وغنت العائلة فرحة بإطفاء شمعة جديدة في سنة جديدة، وفي ازدهار الإمارات دائماً.. وأبداً، في هذا الفرح الجماعي مواطنون ومقيمون، باقون ومرتحلون لم يغن كل واحد على ليلاه، بل كلهم غنى للإمارات، ومن أجل الإمارات، وبفضل خيرها وأمانها، وطيبة أهلها، وتلك السماحة التي تميزهم ولا تغيرهم.
في غمرة فرحة وطننا، علينا ألا ننسى كل شهداء الوطن، من الأولين الذين حموا تراب هذه الدار، وغابوا عنها وعن ذاكرة أبنائها اليوم، كان يكفيهم أن “ينقع الصايح” لتجدهم أول الملبين، لا متلكئين، ولا سائلين، هؤلاء بقوا في صدور بعض الناس، تتناقل الحكايات شفاهة عن تضحياتهم وبطولاتهم، وغاب تدوين سيرتهم، كما علينا ألا ننسى شهداء الوطن، ونداء الواجب، في كل مكان كان لقواتنا المسلحة دور إنساني، وسجل للشرف، في لبنان والكويت والصومال والبوسنة وكوسوفو وأفغانستان، وغيرها، كما علينا ألا ننسى من قضوا في ميدان العمل والتدريب من رجال الأمن والشرطة والجيش، وشهداء السلك الدبلوماسي الذين اغتالتهم أياد آثمة، وكذا لا ننسى قصة شرطي بسيط استشهد ليلة قيام دولة الإمارات على أيدي القوات المسلحة الإيرانية حين أقدمت على احتلال جزر الإمارات عشية إعلان الاتحاد، فلقاهم فرداً بصدره العاري، وببندقية قديمة في الجزيرة، رافضاً إنزال العلم عنها، ليستشهد تحت ظل ذلك العلم.


amood8@yahoo.com