في الذكرى الحادية والأربعين لاجتماع الكلمة في الثاني من ديسمبر 1971، يبدو الوطن جسداً واحداً يشد بعضه بعضاً. وتعود الذاكرة لأولئك الرجال الذين استشرفوا المستقبل، فما لانت لهم عزيمة، ولا فترت همّة، وتحملوا الصعب، ومهدوا الدرب لنا لنرفل بحياة هانئة. في ذلك اليوم بدأت مسيرة كفاح وبذل وبناء ووفاء، في ذاك اليوم أشرقت شمس عهد جديد، بأمل جديد، ونبض جديد، تآلفت وتألفت سبعة قلوب فيما بينها، على قلب رجل واحد اسمه زايد، لتتألق الإمارات وتسطّر تاريخاً جديداً من الاتحاد الذي جمع الشتات، في بوتقة دولة سيكون لها ما لها من المجد والتألق والإنجازات التي سيتحدث عنها العالم أجمع فيما بعد.. وبدأت مسيرة الكفاح لبناء الوطن برؤية حكيمة من زايد الخير، وتآزر إخوته حكام الإمارات، لتنهض دولة في زمن قياسي وعلى جميع المستويات، لتكون منارة للآخرين في كل المجالات. واحد وأربعون عاماً من الجهد والبذل، إذ لم تكن الطريق مفروشة بالورود، فهذه الصحراء تحتاج إلى الكثير الكثير من الجهد الجبّار، وكان لزايد وإخوانه حكام الإمارات ما أرادوا فتحوّلت الصحراء إلى جنان من الواحات الخضر النضر، في نقلة أشبه بمعجزة، فها هي الإمارات خضراء غنّاء صيف شتاء. واحد وأربعون عاماً وأيادي الخير البيضاء لم تتوقف عن العطاء، تكفكف دموع اليتامى، وتشد أزر المنكوبين، تبني المدن لإيواء المشردين، وتساند الإخوة والأصدقاء، في فلسطين وفي الصومال وفي لبنان، وفي كل البلاد، تلبي النداء أينما كان، ومن أي إنسان كان. تضيق السطور لأن تتسع لسرد مآثر العطاء الإنساني للإمارات، فالبصمات الإنسانية لها في كل مكان. واحد وأربعون عاماً وما تحقق ننعم به جميعاً، نعيش رخاء بينما يعيش العالم ضنكاً وأزمات اقتصادية، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على رؤية القيادة الحكيمة السديدة، المستشرفة للمستقبل، والسابرة لأعماق ما يجري في هذا العالم. أيام من الفرح عشناها ونعيشها في احتفال الوطن وأبنائه، هي أيام وفاء لأبناء الوطن للقيادة الحكيمة، فهنيئاً لنا بهذه القيادة، فقد تزينت القلوب قبل الدروب، متمنية أن يديم علينا الخير والأمن في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانه النجباء أبناء الشيخ زايد، الذي غرس هذا الغرس الطيب. ? إيليا أبوماضي: يا شاعر هذي روعة العيد فاستجد الوحي واهتف بالأناشيد هذا النعيم الذي قد كنت تنشده لا تلهُ عنه بشيء غير موجود Esmaiel.Hasan@admedia.ae