هذا هو لهج السَلَفْ، وهذا هو نهج الخَلَفْ، مواطن يسكن القلب عند هامات النجوم، له في الأمنيات روايات تكتب بماء الذهب وبما وهب هذا الوطن من نث السحب ومن عيون الأرض، وما انسكب من خير حبى الله به تراب الإمارات لتصبح دانة الدنيا ومقلة الكون وقِبلة الكائنين، وقُبلة الساكنين.
المواطن أولاً وثانياً وثالثاً في نهج خليفة الخير، وباسط نفوذ العدل والجذل والجزل، والقول والفعل، والسهل والحقل، والبذل والنبل، والشمل والسُبُل، مواطن يرفل بثياب العز والمجد والسؤدد، وينظر إلى العالم بعين الأنفة والرخاء والعطاء والسخاء والسواء والاستواء والإباء، مواطن من صهد الصحراء إلى وعد الشجرة الوارفة الشماء، ومن بحر الاكتواء إلى أنهار وجنان خضراء، أورقت وأينعت، واتسعت وأبدعت، وأسعدت وأزهرت، وأثمرت وأعطت فأسخت وأرخت لتاريخ مشهده الحضاري أدهش كل بصير سميع.
المواطن أولاً، من أول السطر حتى آخر الحبر، في النظر مقلة وسنبلة، ومرحلة تزهر مرحلة، وجلجلة مزنجلة بأحلام وأيام ترخي ظلال الحب وتروي وريد القلب بعرفان وأشجان وألحان وأفنان وحنان وجنان وبنان، تمارس الوجد صحراوياً نقياً، عفياً شفياً، صفياً جزياً، تقياً جنياً، سخياً عطياً.
المواطن أولاً، من بدء الألف حتى النون، أن يكون الفارس والحارس، والنابس والقابس، والثابت والراتب والقانت، المتطور نسلاً من قيم وشيم، وغيم ونجم، ودم وذمم، وحتم وختم، ونِعَم ونَغَم، وكلم ووشم، وحُلُم وحِلْم، وقِدام وحزم وجزم، وحسم وحِشَم وقمم، وشهم وشكم، وعِلم وفهم، ولثم ولمم.
المواطن أولاً، في النون والحركة والسكون في ماء العيون، في نبرة اللفظ، في الكلام المتوج بأحرف الصحراء، والبحر المموج ببياض السجية، والثنايا الأبية، المواطن أولاً في الذهاب والإياب، في الحساب والأسباب، في الزمان والمكان، وفي أفق الذاكرة المتحدرة من إرث أصفى من ماء البَرَدْ، وأنقى من قطرات الشهد، وأرقى من بوح الأبد والأمد الممتد في المدى.
المواطن أولاً، والجذر والحذر، والستر والنهر، والبحر والنحر، والصدر والوتر، والشجر والحبر، والسطر والسفر، والسُّحر والسَّحر، والبدر والقدر والمطر، والنهار والفخار، والإزهار والإثمار والإعمار، والدار والمدار، والمسار والأطوار والإبهار، والسوار والأسْوار والأقدار، والأقمار والأسرار، والأسبار والأخبار.
المواطن أولاً، والوطن الباحة والساحة والواحة، الوطن هذه الكلمة المنعمة بالحب، المنمنمة بألوان المشاعر الزاهية بالوجد والمجد ورغد العيش.


marafea@emi.ae