شهد عام 2011 طفرة كبيرة في صناعة السياحة بالإمارات، حيث كان هناك تحد مع النفس لتحقيق إنجازات سياحية وزيادة التدفق السياحي إلى الدولة، وبالفعل نجحت الهيئات والدوائر السياحية و الجهات الأخرى المشاركة في صناعة السياحة من تحقيق الأهداف المرجوة خلال عام 2011. وبالطبع هنالك عوامل ساعدت على زيادة تدفق السياحة العربية والخليجية إلى الإمارات منها ما يسمى بثورات الربيع العربي، التي أثرت على وجهة العديد من السياح العرب والخليجيين والأوروبيين أيضاً، وكان القائمون على صناعة السياحة بالدولة على أتم الاستعداد لذلك، وجعلت الفعاليات والمهرجانات التي تمت على مدار العام وزيادة الغرف الفندقية، والخدمة المتميزة التي تقدم للقادمين بالمطارات، لإمارات الوجهة السياحية الأولى بالمنطقة خلال 2011 . وإذا تحدثنا عن إنجازات قطاع السياحة في دولة الإمارات خلال 2011، سنجد العديد من الإحصائيات والأرقام والنجاحات، تجعلنا نتفاءل وبشدة ونشعر بأننا قادمون على طفرة كبيرة في قطاع السياحة خلال الأعوام القادمة، فقد أصبحنا أكثر ثقة بقدرتنا على إنجاح مسيرة “صناعة السياحة الإماراتية”. لقد نجحت دولة الإمارات خلال أعوام قليلة في ترسيخ معنى صناعة السياحة وأصبح لها المفهوم الواضح لدى الجميع، خاصة من لديهم صلة بهذه الصناعة، ومن خلال الجهود الجبارة والفكر المستنير والتخطيط السليم والرؤية الشاملة، أصبح الهدف واحداً وواضحاً والجميع يعمل من أجل تحقيقه، وهو الاستمرار في النجاحات والاستمرار في التحدي وجعل الإمارات الوجهة السياحية الأولى في العالم وليس المنطقة فحسب. في عام 2011 واصلت أبوظبي مشاريعها السياحية لاستكمال خطتها المستقبلية الشاملة لتكون وجهة سياحية تنافس كبرى وجهات السياحة العالمية، فضلاً عن العدد الكبير من الغرف الفندقية التي تم إضافتها للطاقة الاستيعابية للإمارة، ورفع نسبة عدد النزلاء بالفنادق، من خلال الجولات الترويجية الخارجية والخليجية والمحلية. كما استمرت دبي في إضافة الغرف الفندقية لزيادة القدرة الاستيعابية، لرفع عدد السياح بشكل سنوي، مع جهود واضحة في 2011 لفتح أسواق سياحية جديدة، وشهدت العديد من الفعاليات والمهرجانات واستضافة المعارض والمنتديات الدولية الكبرى. وفي الشارقة كانت هناك مؤشرات واضحة للنمو السياحي، وجهود لجعل الشارقة وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين، بتنفيذ مجموعة من المشاريع السياحية، كما شهدت إمارات الدولة تحركاً وطفرة سياحية غير مسبوقة. كل هذا يجعلنا أمام تحديدات كبيرة وضعناها لأنفسنا، فالوصول لهذه الإنجازات وهذه المكانة السياحية أمر لم يكن بالهين أو بالسهولة التي يتصورها البعض، ولكن الحفاظ عليه يتطلب المزيد من الجهد والتكاتف لكل القائمين على هذه الصناعة، خاصة الإعلام السياحي الذي هو صاحب الدور الأكبر في المرحلة القادمة لنقل هذه النجاحات وهذه الصورة المشرقة إلى العالم. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية