بالرغم من حقنا أن نشجب ونعترض، ونفند الانتقادات، والمغالطات، وعلينا قبل ذلك تصحيحها للرأي الآخر، لذا لا يلزم أن نجعل من الاتحاد البرلماني الأوروبي خصماً، بناء على “تقريره” وليس “قراراً” عن الإمارات وحقوق الإنسان، فبالتأكيد داخل البرلمان الأوروبي الذي يتألف من 736 عضواً، يأتون من قاعدة انتخابية تتكون من 375 مليون ناخب، من مختلف الطيف السياسي، والذي ينتخب أعضاؤه بطريقة الاقتراع المباشر كل خمس سنوات، ومقر أمانته العامة والهيئات الإدارية في لكسمبورغ، وله مقر اجتماع في ستراسبورغ بفرنسا، وآخر في بروكسل ببلجيكا، ففي هذا البرلمان “المؤثر” هناك الكثير من الأصدقاء الذين قالوا لا، لأنهم يعرفون الإمارات، ويعرفون قيمة المواطن فيها، وقدر المقيم فيها، وما يتمتع به الزائر من أمن وأمان، ورفاهية في العيش، وما يدركه رجال الأعمال من سبل الفرص والأعمال التجارية المشتركة، هناك في البرلمان أيضاً أصدقاء تمنعوا عن قول نعم، لأنهم يريدون أن تبين حقائق، والاستماع إلى رأي مخالف غير الذي أوردته جمعيات حقوق الإنسان بالخارج، هؤلاء يجب أن لا نفرط فيهم، وفي مؤازرتهم وجهودهم لمثل هذه القضية وغيرها، وفي داخل البرلمان هناك بعض الخصوم الذين شجعتهم الأوراق المقدمة من جمعيات حقوق الإنسان بالخارج في تأليب الرأي ضد الإمارات، واستمالة بعض أعضاء البرلمان المترددين في الحكم أو إبداء الرأي، وهناك في داخل البرلمان أيضاً أشخاص الصورة بالنسبة لهم ضبابية، وغير متضحة المعالم، وهؤلاء يجب أن لا نخسرهم ونقدم لهم الحقائق والبراهين من خلال الإعلام الدولي أو إعلامهم وبلغتهم، فميزة الأوروبي أنه يتراجع عن الخطأ ويعتذر، ولا يعد ذلك منقصة في شخصيته، ولا تأخذه العزة بالإثم، وكثير منهم أحرار في التفكير، ولا يتعرضون لأي ضغوط مهما كانت، وإن حصلت فضحوا الأمر في الصحف، وأقل ما يقدم عليه الواحد منهم الاستقالة بناء على أنه لم يعد حراً في التفكير. الاتحاد البرلماني الأوروبي أقولها ثانية علينا أن لا نعتبره خصماً، لأنه يقول رأيه الذي يراه صواباً حتى في حق بلده، ولكن توجب عليه شجاعته الأدبية أن يتراجع عن الخطأ ويقر بالصواب، ويعتذر لمغالطاته، لذا علينا التريث قبل أن نطلق سهاماً أكثرها غير صائبة، وبعضها خائبة، وبعضها فقط لكي نقول إننا دافعنا وقلنا أمراً يصحح الخطأ، لكنه لم يسمع في الخارج، وهذا الذي نريد، ويجب أن نحرص عليه، وعلى توصيله، ففي الإمارات لن يزايد علينا أحد، وجلنا يعرف الحقيقة مواطناً، مقيماً، زائراً، لكن هذا لا يكفي إذا لم نصله للرأي الآخر، الساكن في الجانب الآخر، وربما يكون متمترساً على الجانب المضاد، فلكل قضية مدخل صحيح لحلها، ولكل مشكلة مفتاح سليم لحلحلتها، فليس مطلوب منا أن يعمينا الغضب أو الانفعال أو الحماسة الغالبة، ونختار المدخل الغلط، والمفتاح الغلط!


amood8@yahoo.com