لماذا بكى سيدورف؟
كلارنس سيدورف هو نجم من طراز فريد سواء مع الأندية التي لعب لها أو من خلال تمثيله هولندا في 87 مباراة دولية، وتحمل السيرة الذاتية لهذا اللاعب الكثير من الإنجازات التاريخية، وهو اللاعب الوحيد في العالم الذي توج بلقب دوري أبطال أوروبا مع ثلاثة أندية أوروبية مختلفة، عدا عن الكثير من الألقاب الشخصية التي تزخر بها مسيرته الطويلة.
وفي نهاية الموسم الماضي ودع سيدورف قارته الأوروبية بحثاً عن تحدٍ جديد، وانضم لفريق بوتوفاجو البرازيلي ورغم أنه يبلغ السادسة والثلاثين من العمر إلا أنه يرى لديه القدرة على البقاء وطاقة للعطاء، وفي 21 مباراة خاضها مع الفريق نجح في تقديم مستويات جيدة وتسجيل تسعة أهداف.
وفي المباراة الأخيرة قبل ثلاثة أيام منح سيدورف التقدم لبوتافوجو بعد 20 دقيقة من بداية المباراة في انتصاره برباعية نظيفة على اتليتيكو جويانينسي، ولكنه بعد تسجيل الهدف بـ18 دقيقة تم استبداله وترك الملعب باكياً، ولكن لماذا بكى سيدورف؟
لم يبك سيدورف لأن ناديه رفض تعديل عقده بإضافة المزيد من المكافآت والحوافز، أو لشعوره بالغبن لأن زملاءه في الفريق يحصلون على أموال أكثر منه، رغم أنه لا يبذل أي جهود حقيقية للارتقاء بمستواه، أو تطوير قدراته.
لم يبك سيدورف لأن مدربه قام باستبعاده من تشكيلة الفريق بسبب عدم قدرته على خوض مباراة كاملة لأنه يسهر حتى ساعة متأخرة من الليل في تلك الكابينة في ذلك المقهى وهو ينفث دخان “الشيشة” غير مكترث بفريقه الذي تنتظره مباراة هامة.
لم يبك سيدورف لأن جماهير فريقه قامت بتوجيه الإهانات له بسبب عدم ظهوره بالشكل اللائق، ولأن هذه الجماهير ترى أنه ليس جديراً بارتداء قميص الفريق، بسبب عدم جديته في الملعب وهبوط مستواه لعدم التزامه وحياة الصخب التي يعيشها خارج الملعب.
غادر سيدورف ملعب المباراة وعيناه مغرورقتان بالدموع لأنه تعرض للإصابة، ولأن فريقه قد يفتقد خدماته فيما تبقى من الموسم، وهو يشعر بمدى حاجة الفريق لجهوده في هذه الفترة الحرجة من عمر المسابقة حيث يحتل المركز السادس قبل 5 جولات من الختام، ويصارع فريقه على أحد المقاعد الأربعة المؤهلة إلى كأس الليبرتادورس.
رغم ما حققه من إنجازات عديدة، ورغم تاريخه الحافل بالأرقام والألقاب الفريدة، إلا أنه لا يزال يشعر بالجوع، ولذلك ذرف الدموع، تلك الدموع الثقال، ودموع الرجال، فقد أراد أن يساعد الفريق ويسعد جماهيره، ولكن خذلته الإصابة وخانته الظروف، ولهذا بكى النجم سيدورف.
Rashed.alzaabi@admedia.ae
عدد اليوم
