لا يملك الإنسان إلا أن يدعو الله ألا يصاب بالسكتة أو الجلطة القلبية نتيجة لما يراه ويسمعه من الأخطاء اللغوية التي أصبحت كالسرطان -أعاذنا الله منه- المنتشر على الألسن وصفحات الصحف، وخاصة صفحات مواقع الإنترنت، بحيث أصبح من الممكن إحصاء وتعداد الصحيح من الكلمات، وأصبح عد وإحصاء الأخطاء أمراً أشبه بالمستحيل، لأنها صارت الغالبة، وباتت أغلبية الصحيح من لغتنا هذه مهجورة، وجُل كلامنا من الخطأ، عملاً بالقول الذي دمر لغتنا "خطأ شائع خير من صحيح مهجور"! نقرأ في الصحف ونسمع كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة عبارات فيها من الخطأ الكثير، تستفز كل من في قلبه حب وغيرة على العربية، وسبب استفزازها هو أنها ليست خطأ فقط، بل تعطي معنى مخالفاً لما يراد به، فيقال مثلاً في الأخبار الاقتصادية حققت الشركة الفلانية خسائر كذا وكذا! والصحيح أن يقال تكبدت خسائر، فالتحقيق يكون للإنجاز والأمر الإيجابي، وليس للخسارة والفشل، فنحن نحقق الإنجاز، ونحقق الفوز، والمكاسب، ونتكبد العناء والمشقة، ونتكبد الخسائر. الكَبَدُ لغة هو الشدَّة والمشَقَّة، وفي التنزيل العزيز: "لقد خلقنا الإنسان في كَبَد"؛ أي أنه خُلِقَ يُعالِجُ وَيُكابِدُ أمرَ الدنيا وأمرَ الآخرة، وقيل: في شدّة ومشقة.. وكابَدْت الأمر إذا قاسيت شدته. وفي حديث بلال: أذَّنْتُ في ليلة باردة فلم يأت أَحد، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَكَبَدَهُم البَرْد؟ أي شَقّ عليهم وضَيّق، من الكَبَد، بالفتح، وهي الشدّة والضيق، أو أصاب أكبادَهم، وذلك أشد ما يكون من البرد، لأن الكَبِدَ مَعْدِن الحرارة والدم ولا يَخْلُص إليها إلا أشدّ البرد. والرجل يُكابِدُ الليلَ إذا رَكب هَوْله وصعوبته. ويقال: كابَدْتُ ظلمة هذه الليلة مُكابدة شديدة؛ وقال لبيد: عَيْنِ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذْ قُمْـ... ـنا، وقامَ الخُصُومُ في كَبَدِ أي في شدة وعناء. ويقال: تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قصدته؛ ومنه قوله: يَرُومُ البِلادَ أيها يَتَكَبَّد وتَكَبَّدَ الفلاةَ إذا قصد وسَطَها ومعظمها. وكابَدَ الأَمرَ مُكابَدَة وكِباداً: قاساه، والاسم الكابِدُ كالكاهِلِ والغارِب.فإذا أصبحنا اليوم نحقق الخسائر، فمرحباً بالخسارة والهزائم، وعلى العربية السلام! حمد بن خليفة أبو شهاب : أناديك هل تدرين مــــا سبب النّدا فــؤاد عليه جفنك الفاتن اعتدى يقال بـــــأن الحــــب فضـل ونعمة وأن لـــــه في كــــــل مكرمة يــدا فإن كان حقاً فليرح قلب عـــــاشق تكبّد مــــن آلامـــــــــه ما تكبدا صريـــــــع عيون ينكـر القتل لحظها ويقسم كــذبا أنه مـــــــــا تعمدا Esmaiel.Hasan@admedia.ae