مُسرفة في الحسن غارفة من دلال، غارقة في الهوى تبغين الوصال، عيناك عشب الأرض، في فمك الزلال، خطواتك عزف تمشين في اعتدال، لا والذي سوَّاك من سُواكِ، إلاَّكِ ومن ذا الذي يصوم إن باغتته عيناك، من يخجل أن يقول أحببت، وتلفتُ إن ضجت الأرض بخطاك، هي الخطوات زلزلة، تميد لها الجبال فكيف لا يبوح القلب بهواك، وكيف لا تعترف النوايا بالنوى، والهوى أفلاك. مُسرفة، وارفة، شامخة، راسخة، مسفرة، مبهرة، مطرِفة، متطرفة في الجمال والكمال، ناصعة ساطعة، رصينة رزينة، بقيمة وشيمة، ومن ذا الذي لا يحب بلاداً مقرها السُّحب، مصونة موزونة، كقصيدة فريدة، شاعرها وناثرها إنسان وفنان، من بنت الصحراء، من وعي السماء، تبدين كأنك اللجين، كأنك الرمش والحاجبين، تبدين قيثارة وإثارة، تبدين حُلُماً وعَلَمَاً وعِلْماً، تبدين كالدهر، سفر طويل في عيون العاشقين، تضاريسك نسيج مبتهج وبهيج، الطير إن غنى قال هذي الإمارات، هذي نفح الأريج، هذه الأحلامُ وعياً تمشي على الأرض، خصَّب الأرجاء والأنحاء، وزخرف النشيد، ملأ الوجدان خصوبة ونعومة، وثابر في صنع العقد الفريد.. عيناكِ يا بلد العاشقين، من عُشب ورطب، فمك بوح العازفين على وتر المحبة، قدكِ وحدكِ وجيدك، سحنة الناس الطيبين، تاريخك ملحمة من عطاء، وسيمفونية لحنها السكون وفاءً، لمن مد السخاء أشرعة وكؤوساً مترعة، ونوايا مخصبات بالفضيلة. مُسرفة في الحسن، ريّانة، ما قطب العاشقون في هواك، لا والذي سوّاك أنت المداد والحوار والأطوار، أنت الجهات الأربع، أنت البريق في الأفلاك، أنت الحصن والرسن، أنت الغصن والفن، أنت الرسم والوشم، أنت القيمة والقيم، أنت النون والقلم، أنت البوح والكَلِمْ، أنت النهار المسترسل في الضياء، أنت النجمة الناهلة من بريق الأوفياء، أنت الغيمة، المظللة في السراء والضراء، أنت السحنة والسجية الهيفاء، أنت الفرض والنافِلة، أنت الفصل والفاصلة، أنت النصلُ والحقل، والسهل والجبل، أنت القِبلة والقُبل، أنت النهل والوصل، أنت النخلة والسبلُ، أنت الجملة والفصلُ، أنت القدرة الفائقة، أنت العبارة الرائقة، أنت الحرف والعَزف، والغَرْف، والسقفُ، والطرفُ والكتفُ، الحتف، أنت الألِفُ والتلف والكلف، والخلف والسلف، والشغف والدنَفُ، والرهفِ، والصُحف، أنت المدّ والمدى والمِداد، وامتداد الحُلم الجموح، الطموح، الرجوح، أنت القلعة النابتة في سويداء القلوب، أنت الصروح، أنت الكلام البليغ في الجملة والجَمال، أنت الحكاية الملحمية، فاه به الزمان للأكوان، وأنشد الطير لأجلها، مفتوناً بشؤون الحِسان، وناخ لها الفكر موسوماً بامتنان. أنت الإمارات، من ألف الألفة، ولام الفضيلة، وميم المحبة، وراء الرحمة، وتاء التواصل.. أنت الإمارات، أعجوبة النهر في الصحراء، معجزة الفكر حين يكون الفكر، حقلا من حقول العطاء، حين يكون الناس جسداً واحداً، يشد فيها العضو الأعضاء، وتكون الملحمة من صنع النبلاء. علي أبو الريش | marafea@emi.ae