حشدت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، جملة من الفعاليات المتنوعة التي تضفي على عاصمتنا الحبيبة ألواناً متعددة من الفرح والمرح، وتتضمن عدداً من العروض الفنية والاستعراضات العربية والعالمية، تناسب كل الأعمار والعائلة، حيث توفر لسكان العاصمة ومدن الإمارة، وكذلك زوارها من البلدان الخليجية المجاورة والعالم، أماكن يقضون فيها أوقاتاً جميلة ولحظات من المتعة والسعادة لا تنسى، بالإضافة إلى الاستنفار الذي تشهده محال التسوق والمراكز التجارية الكبيرة. وكذلك فعلت مختلف الهيئات المعنية بتنظيم الفعاليات والترويج السياحي في مختلف مناطق الدولة، التي تحولت إلى نقطة جذب سياحي مهم ومتميز في المنطقة، وعلى مستوى العالم، لما يتوافر بها من بنية تحتية متطورة وأجواء آمنة مستقرة وخدمات سياحية وفندقية راقية وترفيهية متقدمة.
وقد استنفرت أجهزة الدولة في المواقع كافة جهودها، حتى تكون على أهبة الاستعداد والجاهزية العالية للتعامل مع مئات الألوف من الزوار الذين يتفقدون على البلاد براً وجواً، بالإضافة إلى المواطنين والمقيمين في البلاد الذين سيقصدون تلك المناطق أيضاً للاستمتاع بعطلة عيد الأضحى المبارك، على الرغم من قصر مدتها هذا العام، حيث تبدأ اعتباراً من يوم غد وحتى يوم الأحد المقبل للدوائر والهيئات الحكومية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تابعت أخبار مختلف الجهات المعنية بتيسير وتسهيل استمتاع الجمهور والزوار للأماكن التي تشرف على متابعتها تلك الجهات، وفي مقدمتها أجهزة الشرطة والمرور والبلديات، وغيرها من الجهات التي بذلت وتبذل جهوداً مشكورة ومقدرة من أجل ننعم بالأوقات الجميلة كلها، وهذه الأيام المباركة على وجه الخصوص، وكلها فرح وبهجة وسعادة.
ومع هذا، تجد البعض منا لا يقدر هذه الجهود حق قدرها، ويصر، بما يمارس من طيش وتهور، على إفساد فرحة الناس بالعيد وباللحظات الجميلة. تراهم على الطرق الخارجية، وحتى الداخلية، يمرون عليك مثل البرق، وهم يقودون سياراتهم وكأنهم في سباق من سباقات الجنون المؤدية للتهلكة، ليتسببوا في حوادث دامية، تحول أفراح أسرهم إلى أحزان ممتدة بامتداد العمر. وعلى الرغم من كل المناشدات، تراهم عند الشواطئ يستعرضون بدراجاتهم المائية حركات تهدد سلامة مرتادي المكان، وتعكر متعتهم في تلك اللحظات الجميلة، كما تراهم يزعجون العائلات في المراكز التجارية الكبيرة بحركاتهم الصبيانية التي تفتقر للأدب والذوق. أمثال هؤلاء على الرغم من أنهم ليسوا كثيرين، إلا أنهم يتكفلون بإفساد الفرح وكل ما هو جميل في الحياة، من دون أن يقدروا مقدار الجهد والتعب المبذول من مختلف الجهات المعنية، لتوفير هذه الأماكن الترفيهية والخدمات المتطورة والبيئة الآمنة، من أجل أن يسعدوا، وظلت هذه الجهات في خدمتهم وخدمة غيرهم من الأهالي والضيوف.
هل كثير علينا أن نجدد المناشدة، كي يلتزم هؤلاء بالأنظمة واللوائح المرورية ودعوات البلديات من أجل أن نستمتع بأماكن وأوقات الفرح من غير غصة أو كدر؟، وفي الوقت الذي نحيي فيه جهود أجهزة الشرطة والعاملين في منافذ البلاد والبلديات لجهودهم الكبيرة في هذا المجال، نتمنى أن تضاعف من جهودها للحد من تلك المظاهر والمخالفات المزعجة، وتطبيق أقصى العقوبات بحقها لضمان تحقيق الهدف من فرحة العيد، وأيام الفرح. جعل الله أيامكم أفراحاً متصلة.


ali.alamodi@admedia.ae