تجاوزنا منذ زمن الحديث عن عمل المرأة، وهل نجلس بنت حواء بالمنزل أم نستفيد من طاقتها.. في الإمارات انطلقت المرأة ومنذ زمن، كنصف المجتمع الثاني، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال تعطيله، بل وذهبنا لأبعد من ذلك بأن باتت بنات حواء لدينا ينافسن الرجل في كل مجال، وكل مكان، فانخرطن بكل حقول المعرفة والعلم، وعملن في مجالات العمل كافة، فلم تعد اليوم هناك مهنة أو وظيفة مقتصرة على الرجل وحده، فقد شاركته المرأة في كل المجالات، لا بل نافسته وأثبتت جدارتها في مهن وحرف ومجالات كنا نراها في يوم ما صعبة على الرجال، بل وسجلت المرأة في بعض المجالات حضوراً أكثر من لافت وتفوقت على شقيقها الرجل.
وتأكيداً لهذا النهج يقول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنا فخور بالدور الكبير الذي تؤديه المرأة الإماراتية في مجتمعنا، فالمرأة عندنا تتمتع بالمساواة الكاملة مع الرجل، و70 في المئة من خريجي جامعاتنا هم من الإناث، و65 في المئة من الوظائف الحكومية، و30 في المئة من المناصب القيادية الحكومية، تشغلها النساء، حتى أن 80 في المئة من العاملين في مكتبي الخاص من النساء، إننا في دولة الإمارات لا نكتفي بالحديث عن أهمية دور المرأة في المجتمع، بل نطبق ذلك على أرض الواقع بكل جدية.
قبل أيام باشرت ستون مواطنة، عملهن في شركة استراتا المتخصصة بتصنيع مكونات هياكل الطائرات بمدينة العين، بعد إنهائهن دورة عملية مكثفة في مجال تصنيع الطائرات، ومثل هؤلاء الفتيات يرفعن الرأس جديرات بالثناء.
الرجل والمرأة في الإمارات في سباق متكافئ في العمل، ولم ترجح كفة على أخرى، والمستفيد من ذلك التنافس هو الوطن، الذي بات رجاله ونساؤه يتسابقون ويضحون بالغالي والنفيس لخدمته وبنائه وتعميره والنهوض به، وما تحقق من إنجازات على أرض دولتنا الفتية هو ثمرة عمل مشترك للمرأة والرجل، إذ يفجر كل منهما طاقاته ويبذل كل ما لديه في خدمة الإمارات، التي مهدت كل السبل لهذا التنافس الإيجابي، وأتاحت بفضل رؤية قيادتها الحكيمة المجال لهما، وفتحت الباب على مصراعيه لخدمة الوطن والعطاء والعمل والمساهمة في البناء والعطاء دون النظر للجنس.
فإذا كانت المجتمعات والشعوب الأخرى لا تزال في حيرة من أمرها حول الإجابة عن سؤال جدوى عمل المرأة من عدمه، وإذا كان من سبقنا في إعطاء المرأة مزيداً من الحرية والتحرر بات اليوم يدور في دائرة مفرغة، بعد أن اختلط الحابل بالنابل لديه، وخسر أكثر مما استفاد من مشاركة المرأة، فإننا في الإمارات نفخر ببنات وطننا الحريصات على تشريفه والعمل بكل ما أوتين من قوة وجهد في رفع علم الدولة خفاقاً عالياً، واللاتي لم يغرهن النجاح ولم يصبن بالغرور، ونعتزّ بهن في كل مواقع العمل، كما نرفع بهن الرأس عالياً أمهات مربيات لأجيال الغد المشرق، محافظات على هويتهن وتراثهن العربي الأصيل.



m.eisa@alittihad.ae