فوزنا باستضافة معرض إكسبو 2020، قفزة كبيرة نحو الضوء تخطوها الإمارات، وهي تشتعل فرحا من أقصاها إلى أقصاها، حتى صارت موطن الأعياد والأمجاد ومولد الفخر. بالأمس قدمت الإمارات ملحمة عالمية في معاني التآخي والصداقة والرغبة في أن يعم الخير كل البشر. وأثبتت بأفعالها وأقوالها، أن الإنسان العربي يمكن أن يلمس الشمس لو مدّ يد العزيمة نحوها. هذه الفرحة التي انتشرت زغاريدها في البلدان ودوّى صداها في مسامع الشرق والغرب، إنما هي ثمرة غرسٍ وسهرٍ وعملٍ دؤوب بدأ يوم وقف زايد ورأى الصحراء فارغة وشاسعة وعصيّة على الترويض، لكنه بعزيمة لا تلين، وبرؤية لا يحّدها الأفق، أدرك أن بناء الإنسان هو السلاح الذي يهزم المستحيل. ثم بيده وقلبه زرع في نفوس أبنائه بذرة الأمل، وراح يرويها بالعمل حتى كبرت الأرض واشتدّت صلابة ناسها. واليوم يقف أبناء زايد على قمة العالم ليرددوا في الآفاق ما تعلمونه من الوالد المؤسس. الوالد الذي طرد الضغائن من النفوس وداس على صخرة التحدي وفتّتها. الوالد الذي علمنا بأن الحب هو طريقنا الوحيد لبناء جسور الصداقة مع العالم كله. القائد خليفة كان أول من يهدم الحواجز في مسيرة الإمارات نحو هذا النصر العظيم، ونائبه وأخوه محمد بن راشد هو من شقّ الطريق وبنى الجسور كي نعبر من بعدهما نحو الضوء. حكام الإمارات، وكل مواطن وكل مقيم وكل صديق، وقفوا بالأمس منحازين للجمال، وللفكرة الجديدة. هذا التلاحم الفريد بين القيادة والناس، هذا الشكل الجميل من التفاهم والفهم، هو ما يجعل هذه الأرض قبلة للقلوب التي تفّتش عن السلام، ووجهة للعقول التي ترغب في بناء المستقبل. عندما ينحاز العالم إلى دبي، عندما تهتف البلدانُ باسم بلادٍ غيرها. فهذا معناه أن كلمة الحب التي رددناها صغارا في مدارس الطفولة، صارت اسمنا. وعندما يختار العالم دبي مكانا لاحتفاله بالإنسان، فهذا معناه أن البنيان الذي شيدته السواعد المتحدة، سيظل راسخاً في الرمل، يحمي شمعة المتفائلين بالغد، ويظلل كل السائرين نحو الأحلام العظيمة. الشجرة التي غرسها الآباء والأجداد في ليل الأمنيات، أثمرت اليوم بمليون نجمة. والأغنية الأولى التي تهجّاها الصغار قبل اثنتين وأربعين سنة، صارت اليوم نشيد سلام يعزفه العالم كله. والراية التي حملها ابن الإمارات متفاخراً ومشى بها فوق التلال الصغيرة، ها هي تُغرسُ اليوم على قمة الدنيا ويراها العالم كله. مليارا نسمة سوف تضاء لهم الشموع في هذا الجزء من العالم. وستكون الإمارات في 2020، اليد التي تمد جناحيها لتحلّق تحت سمائها كل الطيور التي تعشق الحرية وتبحث عن فضاء بلا حدود لأحلامها الصغيرة. شكراً خليفة لأنك جعلت من الإمارات عرساً ذهبياً دائماً وموعداً مستمراً مع الفرح. شكراً محمد بن راشد لأنك أشعلت القصيدة في الأرض ونسجت من حروفها مدينة تُبهر القلوب. شكراً لجميع من كتبوا على جبين الشمس اسم الإمارات كي يشرق نورها على العالم كله. akhozam@yahoo.com